روبوتات الدردشة تُدخل محركات البحث في عصر جديد

علوم وتكنلوجيا 2023/05/20
...

 سان فرانسيسكو: أ ف ب


باتت محركات البحث عبر الإنترنت التي تسيطر عليها "غوغل"، أداة يستخدمها الجميع في يومياتهم، ولم تشهد أي تغييرات مهمة منذ إطلاقها قبل 25 عاماً... إلا أنّ طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تغيّرها بصورة جذريَّة.

التطور في هذا المجال سريع لدرجة أنَّ عمليات البحث التقليديَّة بالكلمات المفاتيح وقوائم الروابط الإلكترونيَّة التي تحيل إليها باتت تبدو قديمة مقارنة مع الأحاديث التي يجريها ملايين الأشخاص مع واجهات للذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" (أوبن إي آيه) و"بارد" ("غوغل").

ويقول مدير المنتجات لدى "سوفتوير إيه جي" ستيفان سيغ إن "الناس بدأوا يدركون إلى أي مدى يستخدمون غوغل، ليس للبحث عن مواقع إلكترونيَّة، بل للرد على أسئلة" يطرحونها. وقد أطلقت مايكروسوفت هذا المسار من خلال إدماج روبوت المحادثة (على نموذج "تشات جي بي تي") بمحركها البحثي "بينغ".

وفي إمكان محرك "بينغ" بنسخته الجديدة التي أتيحت لعامة المستخدمين اعتباراً من الأسبوع الماضي بعد فترة تجريبيَّة استمرت ثلاثة أشهر، الرد مباشرة على أسئلة المستخدمين، مع تقديم ملخص وافٍ عن المعلومات المتوافرة تتبعه روابط وأفكار مقترحة للتحادث مباشرة مع روبوت الدردشة. ويمكن لهذا الروبوت وضع جداول مقارنة بين منتجين، أو اقتراح مخطط للأنشطة، أو صياغة تقويم أو المساعدة في التحضير لمقابلة عمل، على سبيل المثال.

وقالت نائبة رئيس غوغل لشؤون الهندسة كايثي إدواردز إن المستخدمين لم يعودوا بحاجة لوضع كلمات مفاتيح خلال عمليات البحث، إذ سيتولى محرك البحث "جلّ العمل نيابة عنكم".

 وقدمّت إدواردز الشكل الجديد للمنصة المركزيَّة عبر الإنترنت، والشبيهة بتلك العائدة لمنافستها مايكروسوفت، إذ تقوم الإجابات المقدمة من النظام الآلي على بضع مقاطع مكتوبة، مع إمكان تحديد النتائج بدقة أكبر مع أسئلة إضافيَّة. هذه النسخة من محرك البحث التابع لغوغل، المدعمة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ستتاح تدريجاً للمستخدمين في الولايات المتحدة في بادئ الأمر.

وأوضحت نائبة رئيس غوغل المكلفة محرك البحث إليزابيث ريد لوكالة فرانس برس "نحاول جعل العمليَّة طبيعيَّة وفطريَّة أكثر، لتكون بالسهولة عينها لطرح سؤال على صديق يتمتع بخبرة في المجالات كافة". وقد بدأت الشركتان العملاقتان في قطاع التكنولوجيا بإضافة أدوات للذكاء الاصطناعي التوليدي في خدماتها المختلفة، من الحوسبة السحابيَّة إلى الأدوات المكتبيَّة، لجعل روبوتات الدردشة هذه بمثابة "الملّاح" في سباقات السيارات، وفق التعبير المستخدم من مايكروسوفت. ويوضح الكاتب جون باتيل، صاحب المشاريع في مجال الإعلام، أن "البحث سيُجزأ إلى مليون جزء وسيُدمج في واجهات عدة بعيداً عن حصره في هذا الموقع المركزي الأحادي الذي بات عليه غوغل".

لكنْ بينما يتفاعل كل موقع إلكتروني وتطبيق مع المستخدمين والمستهلكين من خلال روبوت دردشة يتمتع بقدرة على الحديث كإنسان محترف ومقنع، ستزداد صعوبة التمييز بين الصالح والطالح من النتائج.