بروكسل: أ ف ب
تعدُّ المفوضية الأوروبية مقترحات ستعرضها في بداية تموز تتضمن تشريعات بشأن التكنولوجيا الحيوية الجينية وهي تقنيات ناشئة تسعى لتطوير بذورٍ أكثر مقاومة يسميها منتقدوها "كائنات جديدة معدلة جينيًا"، الأمر الذي ينذر بخلافات حادة بين الدول وأعضاء البرلمان الأوروبي.
هذه المحاصيل التي يفترض أنْ تكون أقل عرضة للجفاف والأمراض وأقل استهلاكًا للمياه، تعدُّ وفق تقنية تُسمى باللغة الإنكليزية NBT أو NGT ("تقنيات جينومية جديدة")، وهي مجموعة لا حصر لها من أدوات التحرير الجيني ظهرت في السنوات الأخيرة لتعديل المادة الجينية للنباتات من دون إضافات، على عكس الكائنات المعدلة جينيًا GMO التي تقوم على إضافة جين خارجي للكائن أو النبات. إنها طريقة بسيطة لتسريع التطور الذي كان يمكن أنْ يحدث بشكلٍ طبيعي وفق مؤيديها، في حين تصفها المنظمات البيئية المعارضة لرفع القيود عن استخدامها بأنها "كائنات مخفية معدلة جينيًا".
اعتبارًا من العام 2021، عدَّت المفوضية الأوروبية اللوائح المنظمة للكائنات المعدلة جينيًا مثل الترخيص وإمكانية التتبع ووضع الملصقات والمراقبة وغيرها، "غير مناسبة" لهذه التقنيات الحيوية الجديدة.
وقالت مفوضة الصحة ستيلا كيرياكيدس لأعضاء البرلمان الأوروبي إنَّ "النباتات المنتجة بالتقنية الجينومية الجديدة NGT يمكن أن تدعم استدامة" الزراعة الأوروبية وتقوي "قدرتها التنافسية".
وأوضحت أن الإطار التنظيمي المقترح "سيرسل إشارة واضحة للمزارعين والباحثين والصناعيين بأن هذا هو الطريق الصحيح" الذي ينبغي أن تسلكه أوروبا.
تلقت بروكسل 90 طلب ترخيص لمحاصيل منتجة بتقنية NGT (ثلثها في مرحلة بحث متقدمة)، مع عدد قليل يجري اختبارها في الحقول مثل الذرة في بلجيكا والبطاطس في السويد.
في وثيقة مؤرخة في شباط درست المفوضية على وجه الخصوص إمكانية "أن تعالج بالطريقة نفسها" البذور التقليدية وتلك المنتجة بتقنية NGT التي تنطوي على تعديلات يمكن أن تحدث بشكل طبيعي أو عبر عمليات التهجين التقليدية، مع خيارات مختلفة لوضع الملصقات على المنتج.
في نيسان قال وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو "عندما تسهم هذه التقنيات الجديدة في الحد من استخدام منتجات حماية النباتات وتتيح التصدي لتغير المناخ مع أصناف أكثر مقاومة لموجات الحر، علينا أن نسرع الخطى"، مع إبداء قلقه بشأن "التأخير" الأوروبي.
في نهاية عام 2022، تباهى نظيره الإسباني لويس بلاناس "بأداة رائعة لزراعة محاصيل تحتاج إلى كميات أقل من المياه
والأسمدة".
هذه المواقف أيدتها منظمة Copa-Cogeca القوية للشركات الزراعية والمزارعين التي قال أحد مدرائها غونار كوفود إن "المناخ يتغير والأمراض والفطريات تتطور ... إذا أردنا إطعام أوروبا وتحقيق الاكتفاء الذاتي، علينا تكييف اللوائح المنظمة" لنمنح أنفسنا الوسائل لتطوير أصناف أكثر مقاومة.
تؤيد أغلبية في البرلمان الأوروبي التخفيف من صرامة اللوائح المنظمة للتقنيات الجديدة. ومع رغبة النواب المحافظين بتجميد التخفيض الملزم لمبيدات الآفات، فإنهم يدفعون من ناحية أخرى في اتجاه تبني إطار ملائم لتقنية NGT قادر على "تحفيز البحث والاستثمار والتوظيف" وزيادة الإنتاجية.