الصين قد تسيطر على العالم عبر الجينات والذكاء الاصطناعي

علوم وتكنلوجيا 2023/07/06
...

 بكين: بي بي سي

قالت صحيفة التايمز البريطانية إنَّ "الصين، رائدة الذكاء الاصطناعي حول العالم، تستخدم بالفعل هذه التكنولوجيا في مجموعة من النظم، بما في ذلك مراقبة الأقليات مثل مسلمي الإيغور في شينجيانغ ومنطقة التبت".

إمكانيات مخيفة حقاً
وأضافت: "هنا، يتمُّ تمرير البيانات الواردة من الكاميرات الأمنية وأجهزة تتبع إشارات الهواتف الجوالة وعادات الإنفاق لدى الأشخاص من خلال برامج الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحديد ملفات تعريف المخاطر الخاصة بهم. لكنْ عندما يقترن ذلك بالمراقبة الجينيَّة، تبدو إمكانيات الذكاء الاصطناعي مخيفة حقاً".
وأشارت إلى أنَّ الحكومة الصينية تجمع بشكلٍ إجباري عينات من الحمض النووي لجميع الرجال في بعض المدن والمناطق الرئيسة وتستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليله، وهو ما من شأنه أنْ يوفر للسلطات قدراً هائلاً من المعلومات.
كما تعدُّ الصين، وفقا لاستراتيجية "صنع في الصين 2025"، علم الجينوم وقطاع الذكاء الاصطناعي من القطاعات التي لها الأولويَّة مع إجبار الشركات ومؤسسات الأعمال الصينية على المشاركة في إحراز تقدمٍ في هذين القطاعين بموجب قوانين محليَّة تنصُّ على وجوب مساعدة تلك الشركات للمخابرات العامَّة في البلاد في تطوير تلك التقنيات.

مخاوف على مستوى العالم
وأضافت: "أثار هذا الاتجاه الذي تتبناه بكين مخاوف على مستوى العالم حيال إمكانية أنْ يدعم علم الجينوم والذكاء الاصطناعي الحزب الشيوعي الصيني أثناء محاولاته الهيمنة على العالم، خاصة بعد أنْ أصبح معهد بكين للجينوم هو أكبر مؤسسة عاملة في قطاع الجينوم".
وربما لا نسمع عن هذا المعهد الصيني لدراسات الجينوم، لكن ذلك لا يقلل من خطورته على العالم، إذ يعمل على تطوير أداء الجنود الصينيين وهم على ارتفاعات عالية. كما يعدُّ بنك الجينات الرئيس لبكين أحد أكبر المختبرات البحثية الخاضعة للدولة.
وأثناء التحقيقات لمعرفة كيف نشأ فيروس كورونا، تبين أنَّ هناك علاقة بين جميع المؤسسات العاملة في دراسات الجينوم وجيش التحرير الشعبي الصيني.

معلومات عن الحاضر والمستقبل
وأشارت التايمز إلى أنَّ "هناك معلومات عن فحوصات طبية تباع في عيادات في دول عدة، من بينها المملكة المتحدة، والتي تمكن الأبوين من التعرف على كل شيء عن الأجنة مثل الطول المتوقع ولون الشعر والعينين والأمراض الوراثيَّة التي يمكن أنْ يصابوا بها وحساسيتهم لأنواعٍ معينة من
الأدوية.
وتكمن خطورة هذه الفحوصات في أنَّ الأم توقع على إقرارٍ بالموافقة على إمكانية إعادة تحليل العينات الخاصة بالجنين مرة أخرى، وهو ما تحصل الصين من خلاله على كمٍ هائلٍ من المعلومات عن الحاضر والمستقبل".
فعلى سبيل المثال، يمكن للصين أنْ تتوقع – من خلال تحليل الجينات بالذكاء الاصطناعي – حاجة مستقبليَّة لدولة أخرى لنوعٍ من الأدوية في المستقبل بكميات كبيرة، وهو ما قد يساعدها على التحكم في سلسلة التوريد الخاصة بهذا الدواء وتحصيل مزايا تنافسية تمكنها من تعظيم مكاسب شركاتها على غيرها من الشركات المنتجة للنوع ذاته.