الخرطوم: وكالات
حلّقت طائرات حربيَّة تابعة للجيش السوداني في سماء الخرطوم، فيما تصدَّت لها المضادات الأرضيَّة التابعة للدعم السريع، وسط تصاعد كثيف للدخان في أجواء منطقة وسط المدينة وشهدت منطقة جنوب شرقي الخرطوم أمس الأربعاء، انفجارات وإطلاقاً متقطعاً للنار بالتزامن مع تحليق طائرات حربية.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية مقتل 34 شخصاً في سوق بأم درمان نتيجة "قصف عشوائي"، وذكرت الوزارة أنَّ معظم القتلى من تجار سوق (الملجه) وأصحاب عربات النقل.على صعيد آخر، رفضت الحكومة السودانية نشر أي قوات أجنبية في البلاد، معتبرة أي قوة تنتشر في السودان قوة معتدية، كما هاجمت الخرطوم تصريحات الرئيس الكيني ورئيس وزراء إثيوبيا خلال أعمال القمة الرباعية لـ"إيغاد"، التي طالبا فيها بتشكيل قيادة جديدة، وحديثهما عن فراغ سياسي وفرض حظر جوي في السودان، وأشارت الحكومة السودانية إلى أنَّ هذه التصريحات تشكل مساساً بسيادة الدولة.في غضون ذلك، دعت السفارة الأميركية في بيان لها "القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الوفاء بالتزامهما لحماية المدنيين واتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين"، مشيرة إلى أنَّ "أعمال العنف العشوائية تزيد من معاناة الشعب السوداني بالفعل"، وجاء هذا التصريح بعد أن شهدت مناطق بحري وأم درمان شمالي وغربي الخرطوم مقتل 28 شخصاً على الأقل من ضمنهم أسرة مكونة من أربعة أفراد، في أكثر الهجمات دموية في القتال الدائر في السودان حتى الآن".وأكدت السفارة أنَّ "الانتصار" العسكري لأي من الطرفين المتحاربين في الصراع السوداني، سوف تترتب عليه خسائر بشرية غير مقبولة وأضرار تلحق بالبلد.
وتتواصل المعارك في السودان منذ اشتعالها في 15 نيسان الماضي، بين وحدات الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، من دون أفق للتهدئة.وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص، حيث لجأ أكثر من 600 ألف منهم إلى دول مجاورة، خصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً، وفق المنظمة الدولية للهجرة.