ترجمة: نافع الناجي

لأول مرة منذ أكثر من عقد، وضعت سلحفاة بحرية مهددة بالانقراض عشاً مليئاً بالبيوض في جزيرة أوكراكوكي بولاية نورث كارولينا. واكتشف العش وفي داخله 93 بيضة على الشاطئ ليتم العثور عليه في الصباح الباكر يوم 20 حزيران الماضي بتلك
الجزيرة.
وأوضحت شركة Cape Hatteras National Seashore أنَّ العالمة المتدربة في المتنزهات، آليكس لاين كانت، قادرة على المساعدة في العثور على العش ونقله. وقالت: "لأنَّ العش كان على خط المد العالي، نقل علماء الأحياء في المنتزه جميع البيوض الـ 93 إلى مكان أكثر أمانًا على الشاطئ".
وهذه هي سادس سلحفاة بحرية جلديَّة الظهر تعشش على شاطئ كيب هاتيراس الوطني منذ أنْ تمَّ الاحتفاظ بالسجلات، وتمَّ العثور على أعشاش في العام الماضي وفي الأعوام 2012 و2009 و2007 و2004.
وتعدُّ السلاحف البحريَّة الجلديَّة الظهر هي الأكبر في العالم، وهذا هو النوع الوحيد من السلاحف البحرية من دون قشور ودروع ظهريَّة صلبة، وسميت هذه الكائنات البحرية بسبب جلدها القاسي، إذ يمكن أنْ يصلَ وزنها إلى 2000 رطل ويبلغ طولها 6.5 قدم مثل البالغين.
وكانت السلاحف موجودة في شكلها الحالي منذ عصر الديناصورات، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
ومن المعلوم أنَّ السلاحف حيوانات شديدة الترحال، حيث يسبح بعضها لمسافة تزيد على 10 آلاف ميل في السنة، كما أنها تغوص أعمق من معظم الثدييات البحريَّة، حيث بلغ أعمق غوص مسجل ما يقرب
 من 4000 قدم.
تتمتع السلحفاة الجلدية الظهر بأوسع توزيعٍ عالمي لأي زواحف، حيث تعشش بشكل أساسي على الشواطئ الاستوائيَّة أو شبه الاستوائيَّة، بينما كانت منتشرة سابقًا في كل محيطٍ ما عدا القطب الشمالي والقارة القطبيَّة الجنوبيَّة، فإنَّ أعداد السلاحف الجلديَّة تتناقص بسرعة في أجزاءٍ كثيرة من العالم.
وتمَّ إدراج السلاحف البحرية (الجلدية الظهر) على أنها مهددة بالانقراض بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض، وتشير التقديرات إلى أنَّ عددها في العالم قد انخفض بنسبة 40 ٪ على مدى الأجيال الثلاثة الماضية.
وتواجه تلك السلاحف تهديدات على شواطئ التعشيش وفي المحيط، وأكبرها هو الصيد العرضي بمعدات صيد السلاحف، وجمع البيض للاستهلاك البشري، وتعدُّ مجموعات السلاحف الجلديَّة في المحيط الهادئ أكثر عرضة لخطر الانقراض.