اشتباكات دامية في جنوب لبنان

قضايا عربية ودولية 2023/08/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

مُعاناة أخرى تضاف إلى تداعيات ما يعانيه لبنان الغارق في إتون أزماته الاقتصادية والسياسية الحادة تمثلت في الاشتباكات المسلحة التي شهدها مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والناشطين الإسلاميين منذ يوم السبت الماضي أسفرت حتى ساعة كتابة هذا التقرير عن سقوط حوالي 37 جريحاً، فيما تصاعدت الأصوات السياسية بوضع حد لها.
وقد شهدت صيدا اتساع رقعة الاشتباكات في المخيم لتمتد الى محور حطين - درب السيم بعد أن اشتعلت على محوري البركسات الطوارئ، والطوارئ - محطة جلول لتأخذ منحى شديداً من تبادل القذائف والرشقات النارية بين الطرفين المتنازعين.
الجرحى الذين ناهز عددهم الـ 37 شخصاً نقلوا الى مستشفى الهمشري في المدينة، وعلى إثر ذلك أعلن محافظ الجنوب منصور ضو، عن إقفال المؤسسات في سراي صيدا الحكومي لقربها من المخيم، كما أعلنت الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس والمدارس التي كانت منخرطة في تنظيم دورات تدريب صيفية عن تعطيل نشاطها ،من جانبها ساهمت بعض الجمعيات المدنية والمؤسسات الأهلية العاملة في صيدا، بتأمين الاحتياجات الضرورية لمئات الأسر النازحة والتي هربت من مخاطر الاشتباكات الدامية.
في السياق، أشارت مصادر في صيدا،الى انعقاد اجتماع موسع ضم فعاليات لبنانية فلسطينية معنية سيعقد في مقر التنظيم الشعبي الناصري عند البوابة الفوقا في صيدا، بعد أن دعا إليه النائب أسامة سعد، وشارك فيه ممثلو هيئة العمل الفلسطيني المشترك مع عدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية، لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار بمخيم عين الحلوة.
في الأثناء استمرت عملية إطلاق النار والقذائف بين الحين والآخر في المخيم حيث تأخذ الاشتباكات حالة التراجع أحيانا ثم تعاود الحدة، وقد أشارت مصادر لبنانية إلى أن الاشتباكات أصبحت محصورة في محور البركسات – الطوارئ، بعدما امتدت إلى ثلاثة محاور وتحدثت معلومات عن سقوط 6 قتلى بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه في كمين مسلح.
في هذا الوقت تصاعدت الأصوات اللبنانية المطالبة بوضع حد لهذا الاقتتال الفلسطيني على الساحة اللبنانية، واعتبر النائب نبيل بدر أن "ما تشهده مدينة صيدا من اشتباكات مسلحة خرجت نيرانها عن حدود مخيم عين الحلوة لتصيب المواطنين العُزل وحواجز الجيش اللبناني هو أمر يصيب بلدنا وأمنه واستقراره وسيادته في مقتل".
ولفت بدر في بيانه أمس الإثنين، إلى أن "صيدا مدينة المقاومة والصمود والتي أخرجت من رحمها رفيق الحريري ومعروف سعد ونزيه البزري وكبار الشخصيات، أكبر من أن تكون ساحة للاقتتال بين أبناء القضية الأم، وهي القضية الفلسطينية".