اشتباك {الكحالة} يؤجج الاحتقان الطائفي في لبنان

قضايا عربية ودولية 2023/08/12
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


تداعيات حادثة الكحالة في لبنان والتي نجمت عن اشتباك مسلح بين عناصر من حزب الله انقلبت شاحنتهم في المنطقة وبين عناصر مسيحية، مازالت تلقي بظلالها الكثيفة على المشهد الأمني المأزوم، قوى الأمن اللبناني أعلنت أمس الجمعة منع مرور السير على طريق الشام الدولية تزامناً مع تشييع أحد ضحايا الاشتباك، في وقت تفاقمت فيه أزمات البلاد حيث قرر وزير الإعلام زياد مكاري، “إقفال تلفزيون لبنان جراء عجز الحكومة عن تسديد مستحقات العاملين فيه”. 

الحادثة الدموية والتي عكست بوضوح هشاشة الوضع الأمني وحالة الاحتقان الطائفي في البلاد تم توظيفها سياسياً وهو ما حذر منه مصدر أمني أمس الجمعة، مشدداً على ضرورة الانتباه لحجم النزاعات السياسية في الاستثمار في مسألة الدماء، وهو ما قد يجعل من أيّ حادثة صغيرة شرارة يمكن أن تشعل صراعات ومعارك داخليّة، قد يُعرف كيف تبدأ ولا يُعرف كيف تنتهي، وأضاف أنَّ “المسؤولية اليوم ليست على عاتق الأجهزة الأمنيّة فحسب بل على عاتق القوى السياسية التي تُمعن في حقن النفوس، وما حصل في الكحالة كان لهذا السبب».

رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، علّق على الحادثة المأساوية بقوله: إنّه “شاء القضاء والقدر أن تقع حادثة الكحالة، وتطوّرت تداعياتها، وكاد التحريض والاستثمار أن يجعلا منها مدخلاً لفتنة نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي. لقد دفع لبنان مجدداً من دماء شبابه، فالرحمة لروح الضحايا والعزاء لعائلاتهم».

وأضاف عون، “المطلوب اليوم هو التهدئة بدل التحريض، ومدّ جسور الثقة بدل بثّ سموم الكراهية، وانتظار نتائج التحقيق. الهيكل إذا سقط فلن يسلم أحد، خصوصاً في الظروف التي تحيط بنا، وما من منقذ في الأزمات سوى الوحدة الوطنية فتمسّكوا بها». 

بدوره، قال النائب علي خريس، خلال احتفال تأبيني، في قضاء صور: إنَّ “ما حدث في الكحالة كان يجب أن يعالج في لحظته وحله سريعاً، لكن الحماس الذي حصل من قبل البعض وتر الوضع وجعله على صفيح ساخن”، لافتاً إلى أنَّ الردود التي سمعناها خلال الحادث كأنها نابعة من مدرسة إسرائيلية في كرهها، ليس للمقاومة فحسب، بل للبنان، كل لبنان”، وأشار إلى أن “لولا هذه المقاومة لبقي لبنان تحت الاحتلال».

من جانبه، رفض التيار الوطني الحر، محاولات استغلال الحادثة وتسييسها، مؤكداً في بيان له أنه “يرفض كلّ انفعال واستغلال للحادثة المؤلمة بهدف توتير الأجواء والتسبب بفتنة يسعى إليها كثيرون في الداخل والخارج”، مشدداً على أنَّ “أي استغلال للأحداث، طارئة كانت أو مفتعلة، يدعونا كلبنانيين إلى الإسراع في حلّ مشكلاتنا، فقط بالحوار البنّاء والهادف، لأن أي فتنة هي بمثابة انتحار جماعي سيعمل التيار مع العقلاء على منعها».

هذا وانتشرت مركبات للجيش اللبناني في قرية الكحالة والتي تقطنها أغلبية مسيحية بعد أن شهدت مساء الأربعاء الماضي اشتباكات دامية بين عناصر حزب الله وبين عناصر مسيحية وقُتل في الحادثة اثنان أحدهما عضو في حزب الله والآخر مسيحي في عملية تبادل إطلاق النار الذي وقع  في القرية القريبة من بيروت، وبدأ الحادث إثر انقلاب شاحنة تابعة للحزب.

في غضون ذلك، قرر وزير الإعلام اللبناني، زياد مكاري، “إقفال تلفزيون لبنان صباح أمس الجمعة، بسبب المشكلات التي يعاني منها منذ مدة منها الرواتب، ورفض موظفي التلفزيون الاستمرار بعملهم رغم المحاولات العديدة لإيجاد حلول للمشكلة».