هدوء حذر وانتشار أمني مكثف بالعاصمة الليبية

قضايا عربية ودولية 2023/08/17
...

 القاهرة: إسراء خليفة

أعربت جامعة الدول العربية عن بالغ قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس أول أمس الثلاثاء مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الليبيين، فيما شهدت طرابلس أمس الأربعاء هدوءاً حذراً وانتشاراً أمنياً مكثفاً لقوات وزارة الداخلية الليبية.
وأعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن خالص العزاء لأسر الضحايا والتمنيات بالشفاء للمصابين، مضيفاً أنَّ "الجامعة العربية تدعو للوقف الفوري لأعمال العنف التي عصفت بالاستقرار النسبي الذى كان يسود العاصمة طرابلس خلال الأشهر الماضية".
وحث المصدر، جميع السلطات الليبية على اتخاذ الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن، موضحاً أنَّ "وقوع هذه الاشتباكات يؤكد مجدداً أهمية الإسراع بتوحيد مؤسسات الدولة وإتمام العملية الانتقالية عبر إجراء الانتخابات في أقرب الآجال".
إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية أمس الأربعاء، أنَّ الاشتباكات التي اندلعت بين فصيلين جنوبي العاصمة طرابلس خلفت 27 قتيلاً وأكثر من 100 جريح.
وكان القتال قد اندلع في وقت متأخر من مساء الاثنين بعد احتجاز قوة الردع الخاصة - التي تسيطر على مطار معيتيقة الرئيسي بطرابلس - قائد اللواء 444 محمود حمزة عندما كان يقوم بإجراءات السفر عبر المطار.
وقال مصدر: إنَّ جهاز الردع - التابع للمجلس الرئاسي الليبي - سلّم حمزة إلى قوة محايدة خارج مطار معيتيقة، وذلك بعد اجتماع عقده رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة مع قادة عسكريين، وأضاف أنَّ الدبيبة طالب وزير داخليته عماد الطرابلسي ورئيس الأركان، بالتدخل لفض الاشتباكات في مناطق جنوبي
العاصمة.
وفي سياق متصل، نشرت الداخلية دوريات أمنية ثابتة ومتحركة في المواقع الحيوية، وفي نطاق المؤسسات الحكومية بالعاصمة، وأكدت مصادر أمنية أنَّ هذا الانتشار يندرج ضمن خطة أمنية أعدتها الداخلية، وتشارك فيها الأجهزة الأمنية التابعة لضمان سلامة المواطنين والمقيمين وإيقاف أي خروقات أمنية.
وقد تفقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الأضرار الناتجة عن الاشتباكات في بلدية عين زارة، وقال الإعلام الحكومي: إنَّ الدبيبة أصدر تعليماته لوزارة الحكم المحلي بـ"تنظيف" آثار المواجهات، وحصر المتضررين لتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم.
وقوة الردع الخاصة هي أحد الفصائل المسلحة الرئيسة بطرابلس منذ سنوات، وتسيطر على معيتيقة والمنطقة الساحلية المحيطة بها، بما في ذلك جزء من الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى الشرق، بينما يسيطر اللواء 444 على قطاعات كبيرة من العاصمة ومناطق إلى الجنوب من طرابلس.
وتعليقاً على هذه الأحداث، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند: إنه ليس من مصلحة أحد إعاقة التقدم الذي تحقق في ليبيا، وشدد على ضرورة احتواء العنف
 فوراً.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: إنَّ البعثة الأممية للدعم في ليبيا تشعر بالقلق إزاء الحوادث والتطورات الأمنية بطرابلس.