أميركا تشيد مصانع للرقائق الإلكترونيَّة

علوم وتكنلوجيا 2023/08/20
...

 أريزونا: بي بي سي


أوردت مجلة "إيكونوميست" أن السياسة الصناعية الأميركية تشهد بداية "هادرة". فبفضل إعانات حكومية، ثمة شركات تضخ أموالاً لبناء مصانع جديدة لأشباه الموصلات والمركبات الكهربائية، بالتالي يبدو أن وعد الرئيس بايدن بأن يكون المستقبل "صنع في أميركا"، صار قاب قوسين أو أدنى، لكنَّ المرحلة التالية تبدو أصعب، فما من عمال تقنيين متمرسين كي يشغلوا المصانع العتيدة، ولا سيما مع اقتراب معدل البطالة من أدنى مستوياته في نصف قرن.

وبحسب المجلة البريطانية، "تشكل أشباه الموصلات الاختبار الأكثر أهمية لإحياء التصنيع في أميركا. على مدى العقدين الماضيين، غادر صانعو رقائق الكمبيوتر أميركا بنسبة كبيرة. لا يزال لدى البلاد باحثون ومصممون عالميو المستوى في مجال أشباه الموصلات، لكن القوى العاملة المتمرسة في ذلك النوع من الصناعة التكنولوجية قد هجرت البلاد على نطاق واسع. وعلى أمل انقلاب تلك الصورة، سيؤدي قانون الرقائق الإلكترونية الذي جرى تمريره العام الماضي، إلى إنفاق الحكومة 50 مليار دولار على تلك الصناعة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأضافت "إيكونوميست" أن التقديرات الصادرة عن "رابطة صناعة أشباه الموصلات" التي تضم شركات تعمل في ذلك القطاع، تشير إلى أن صناعة الرقائق الإلكترونية في أميركا سيواجه مع حلول عام 2030 نقصاً يتمثل في 67 ألف فني وعالم كمبيوتر ومهندس، ونحو 1.4 مليون عامل تقني متمرس في هذا المجال. وبحسب المجلة، "إذا وضعنا هذا الرقم في مقابل نحو 70 ألف طالب يكملون دراستهم الجامعية في الهندسة في أميركا كل عام، يصبح حجم العجز واضحاً".

ووفق المجلة، ثمة مثل يأتي من أحد المواقع الذي توليه أميركا مكانة القلب في طموحاتها في شأن تلك المشكلة. ويتعلق الأمر بـ"الشركة التايوانية لتصنيع أشباه الموصلات" [TSMC تي أس أم سي] التي تعد كبرى الجهات المصنعة للرقائق الإلكترونية المتطورة في العالم. ووفق المجلة نفسها "تخطط تلك الشركة التايوانية لاستثمار 40 مليار دولار في مصنعين في فينيكس، بأريزونا، ما يعزز في شكل كبير قدرة أميركا على تصنيع كميات كبيرة من الرقائق الإلكترونية الدقيقة جداً. وإذا نجح الاستثمار، سيشير إلى أن أميركا يمكنها استعادة مكانة طليعية في صناعة الرقائق الإلكترونية".