بيروت: جبار عودة الخطاط
ينتظر المعنيون في لبنان وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في شهر أيلول المقبل للبحث في سبل الخروج من الحلقة الرئاسية المفرغة، في وقت أعلن فيه مصدر في حزب الله أمس السبت عن كشف إرهابي شارك في تفجيرات السيدة زينب في سوريا وإن وحدات أمنية خاصة داهمت المبنى الذي يقيم فيه الإرهابي في حي السلم بالضاحية الجنوبية لبيروت غير أنه رمى بنفسه من الطابق الأخير من المبنى المداهم وتم اعتقال والده وشقيقه.
زيارة الموفد الفرنسي لبيروت الشهر المقبل أطلقت عليها أوساط سياسية في العاصمة اللبنانية زيارة الفرصة الأخيرة لمحاولة سعي فرنسا لإيجاد خرق في الجدار الرئاسي المغلق برغم التقدم الذي سجله التواصل الإيجابي الأخير بين حزب الله والتيار الوطني الحر بشأن الملف الرئاسي، ولاحظت "الصباح" أن قوى (المعارضة) باتت تتعاطى مع المسعى الفرنسي بفتور واضح، وأن الحوار الذي دعى إليه لودريان في شهر أيلول المقبل لا يحظى بقبول "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" وقوى أخرى تعتقد بأن طاولة الحوار يجب أن يتصدى لها رئيس الجمهورية المنتخب وأن "لا جدوى من الحوار حالياً رافضة انفتاح باريس على الحوار مع حزب الله".
وكان الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان، قد وجّه رسالة إلى 38 نائباً من رؤساء كتل وتغييريين ومستقلين، تضمنت سؤالين عن ماهية المندرجات المطلوبة في الملف الرئاسي للشروع بحوار في هذا الشأن وجاء في الرسالة أنه "نظراً للضرورة الملحة للخروج من الطريق المسدود الحالي على الصعيد السياسي، الذي يعرض مستقبل بلدكم لمخاطر جمَّة، اقترحت عليهم أن أدعوهم في شهر أيلول إلى لقاء يرمي إلى بلورة توافق بشأن التحديات التي يجب على رئيس الجمهورية المستقبلي مواجهتها والمشاريع ذات الأولوية التي يجب عليه الاضطلاع بها، وبالتالي، المواصفات الضرورية من أجل تحقيق ذلك".
في السياق، رفضت قوى المعارضة دعوة الحوار الذي دعى إليه لودريان، مؤكدة عدم جدوى مثل هكذا حوار وأنها غير معنية بالإجابة على أي سؤال يطرحه الموفد الفرنسي، بينما تعامل التيار الوطني الحر بشكل إيجابي مع دعوة لودريان وناقش رئيس التيار جبران باسيل مع النواب العونيين ذلك ليصار إلى إبلاغ الموفد الفرنسي بثلاث مسائل في هذا الحوار: حصر الحوار بالملف الرئاسي، وضع مدة زمنية محدودة له، وأخذ تعهّد مسبق من رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسات انتخاب متتالية في حال فشل الحوار، من جانبه الثنائي الشيعي وفقاً لمصادر مقربة منه سيناقش دعوة لودريان وبما ينسجم مع المصلحة العليا للبلاد. على صعيد آخر، كشف حزب الله عن مداهمة مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت اتخذه إرهابي على صلة بتفجيرات السيدة زينب "عليها السلام" في دمشق، حيث قامت "وحدة الحماية في حزب الله توفرت لديها معلومات عن مشارك في تفجيرات حصلت في منطقة السيدة زينب (عليها السلام) في دمشق"، لافتة إلى أن "حزب الله حدد الإرهابي (و.م.د) من بلدة التل وعمره 23 عاماً وتسلل إلى لبنان بطريقة غير شرعية"، وكشفت عن أن "الإرهابي أقام في مبنى في منطقة حي السلم واختار الطبقة الأخيرة تحسباً لأي مداهمة"، مشيرة إلى أن "حزب الله وخشية أن يكون الإرهابي يحضِّر لعمل إجرامي كالذي حدث في السيدة زينب (عليها السلام) وليضمن عدم هروبه قام بمداهمة المبنى"، وفقاً لقناة "الميادين"، ونقلت عن مصدر أمني، أن "الإرهابي رمى بنفسه من المبنى المداهم في حي السلم وتم اعتقال والده وشقيقه ولم تكن هناك أحزمة ناسفة".