الديوانية: عباس رضا الموسوي
وأنت تسير بين أرياف الدغارة، يستوقفك خرير مياه سواقيها المتعرجة ومنظر أفياء بساتينها الكثيفة وتداعب خصلات شعرك الأبيض نسماتها الشاردة وتطرب مسامعك زقزقة عصافيرها المغردة، لذا تجد نفسك مجبرة على السفر نحو الماضي حيث وجه فتاة أحلامك في آخر لقاء جمعك بها، وكيف عدت أدراجك متعثراً بخطواتك وكأن الزمان توقف، وتسافر في عالم الصمت المطبق إلى ما كنت عليه من نقاء الطفولة قبل أن تقلق روحك الحياة بغياهب أقدارها. تنأى الدغارة عشرة كيلومترات عن مركز محافظة الديوانية، حيث الجمال بسط جناحيه لدرجة جعلت الملك العراقي الراحل غازي بن فيصل، يشيد في صدرها قصره الذي اتخذه محطة استراحة واستجمام، فالدغارة حاضنة للإبداع عبر مراحل تاريخية متعددة وقد حفل سجلها بأسماء مثقفين كبار أمثال العلامة محمد الأعسم والدكتور باسم الأعسم وكزار حنتوش وعلي الشباني وراسم الأعسم ويعقوب جواد وكفاح عبد الحمزة وثائر شريف وغيرهم ممن سجلوا حضورهم في الساحة الثقافية العراقية والعربية.
ويقول الشاعر عماد المطاريحي: الدغارة غنية بجمالها الساحر الذي حملته أريافها وتميزت بمبدعيها في مجالات الثقافة والفنون، مشيراً إلى أهمية موقعها الجغرافي كونها بوابة الديوانية باتجاه بغداد.