باربي.. شطارة تسويقيّة

الصفحة الاخيرة 2023/08/30
...

 لوكسمبورغ: آمنة عبد النبي


ضرب عشرة عصافير بحجرٍ واحد، يعد شطارة تسويقية، ليست غريبة على عقلية شركة "ماتيل" صانعة دمية "باربي" وصاحبة خطة الترويج المستفز لفيلم "الدمية الشقراء"، المؤنسنّة على يد غريتا غرويغ، المعروفة بدعمها لقضايا المرأة، وهي ذاتها الممثلة المحترفة ومخرجة الأفلام المستقلة؛ إذ سخر مغايرون لمزحة الشيطنة النسويّة واقحامها في صراع تأنيث العالم معتبرينه تفكيراً مضحكاً، ولا يمت للحقيقة بصلة طالما أن ثيمة الفيلم قدمت عالماً وردياً وكوكباً من الوهم، مستحيل الحصول عليه من قبل النساء المضطهدات إلّا في دنيا الأفلام الخيالية في دلالة واضحة لبؤس الأمنيات، وإن القيادة للسيدات في حالة واحدة، وهي في العالم الافتراضي (باربي لاند) أما في عالمنا الواقعي دائماً وأبداً سوف تظل القيادة شأناً رجالياً بحتاً، وإن كل ما في الأمر وباختصار وجود عالمين متناقضين ومتصارعين أمام باربي في طريقها عالم الدمية المنقّح المبهر حيث كل شيء يتسم بالمثالية والإبهار، وعالمنا نحن الذي تحكمه السطوة المجتمعية والأفكار البالية من احتقار النساء إلى أبوية حادة لذلك وجب تمكينها ودعمها ليس على حساب الرجل وإنما لتغيير شكل الحياة المقررة لها على أرض الواقع بغير عدالة ومساواة.

و في النهاية، لا نستطيع القول سوى أحسنت يا "ماتيل" ها قد روجتي لسلعتك "باربي" بشطارة كما يجب والمليار تقريباً أصبح بمتناول اليد.