المونة اللبنانيَّة.. تراثٌ ينتعش بفضل السوشيال ميديا

الصفحة الاخيرة 2023/10/09
...

 بيروت: وكالات


تعد "المونة" في لبنان من التقاليد السنوية، التي يُعمل على تحضيرها مسبقا خلال فصلي الصيف والخريف بغية استخدامها في الشتاء، حيث اعتاد سكان القرى البقاء في منازلهم والتقليل من تنقلاتهم، بسبب الأحوال الجوية التي تفرض عليهم إقامة قسرية في البيوت، إضافة إلى ظروف الأزمة الاقتصادية التي أجبرت اللبنانيين على التقشف. وتتكون "المؤن" من مجففات الفاكهة وأنواع مختلفة من المربات واللبنة "المكعزلة"، وكذلك الزعتر الممزوج بالسماق والسمسم، وحتى العصائر وأنواع الخل وغيرها. وتقول اللبنانية نديمة، التي تعمل في إعداد المونة المنزلية، "المونة أصناف غذائية تتوفر في كل بيت لبناني، في القرى والمدن على حد سواء".

وتضيف: "بين القرية والمدينة تطور التحضير وتحول إلى "بزنس"، فمع الضائقة الاقتصادية التي ضربت البلاد بشكل غير مسبوق منذ خريف 2019، وفي عصر منصات التواصل الاجتماعي، لجأ كثيرون وخصوصا النساء إلى الترويج لمنتجاتهن عبر صفحات على فيسبوك أو إنستغرام". وفي السياق ذاته، تقول ماجدة، التي تعمل أيضا في مجال إعداد المونة، "تخطى البيع الأحياء والبلدات والقرى، وبات يعتمد أكثر على خدمة التوصيل داخل البلاد وأحيانا كثيرة إلى الخارج". وتوضح ماجدة: "دخل الديكور على الخط بتوضيب المنتجات في أوعية زجاج أو بلاستيك مع وضع ملصقات عليها تخصصت شركات صغيرة في إنتاجها، إضافة إلى السلال المصنوعة من القش وأوعية الفخار المزركشة، حتى بات المستهلك أمام سوق واسعة للاختيار وفقًا لذوقه". ويقول حسني (تاجر مونة) إن "سوق المونة باتت واسعة بين اللبنانيين، كل على قياسه في حركة البيع والاستقطاب، وتحصيل مداخيل تعين على مواجهة موسمي الخريف والشتاء". وتابع حسني: "تساعد مداخيل المونة اللبنانية بالمصاريف المدرسية والجامعية للأولاد، باتت المونة مدخولا إضافيا لغالبية الأسر، خصوصا لربات البيوت المقيمات في القرى".