جامع الأقمر يضيء شارع المعز الفاطمي

الصفحة الاخيرة 2023/10/11
...

 القاهرة: إسراء خليفة 


في منتصف شارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة جامعٌ يضيء بحجره الأبيض وإنارته الجذّابة ورخامه الذي يسرُّ الناظر، يعود للدولة الفاطمية التي حكمت مصر أعوامًا عدة، وهو جامع (الأقمر)، الذي يرتاده السيّاح من جميع أنحاء العالم. 

قامت مؤخرا وزراة الأوقاف والمجلس الأعلى للآثار المصرية بإعادة ترمييم هذا الصرح الحضاري المهم في العمارة الإسلاميةَ.

“الصباح” حضرت افتتاح جامع الأقمر بعد ترميمه والتقت رئيس المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، الذي بيّن أن “مصر تهتم بالتراث الإسلامي لانعاش السياحة الداخليَّة والخارجيَّة، لكون الجميع يرى في هذه الأماكن عبق التاريخ، وحب التجوال في شارع المعز الأقرب للدول العربيَّة والإسلاميَّة”.

موضحا “رممنا الكثير من الآثار المصرية، مثل شارع الدرب الأحمر، وغيرها أماكن أخرى سنعلن عن افتتاحها قريبا”.

وأكد أن “جامع الأقمر من الجوامع التي تعود للعصر الفاطمي، وسميَّ بالأقمر لكونه مبنيا من الحجارة البيضاء، التي يشبه ضوئها ضوء القمر،  وهو من الجوامع المعدودة التي يشار لها بالبنان في العمارة الإسلامية، رغم صغره، حيث يضم الفنار الإسلامي منبر المحراب والمداخل والمخارج والواجهة الزخرفية النادرة”. يقع الجامع بشارع المعز لدين الله، وأنشأه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 519هـ/ 1125م، وقد تولى أمر البناء الوزير المأمون البطائحي، وتمَّ تجديده  في عهد السلطان برقوق عام 799هـ/ 1397م على يد الأمير يلبغا السالمي. 

وتعد الواجهة الرئيسة للجامع واحدة من أقدم الواجهات الحجرية الباقية بمصر، وقد اهتم المعمار ببنائها وزخرفتها، بدخلات من عقود مشعة وعبارات، أهمها تكرار كلمتي “محمد وعلي”، إضافة إلى كتابات بالخط الكوفي عبارة عن آيات قرآنية. 

وظهرت براعة المهندس في تنسيق الواجهات لتتفق مع اتجاه الطريق، وكذلك مراعاة اتجاه القبلة من الداخل. 

ويتكون الجامع من صحن (فناء) أوسط مكشوف، يحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب، ويتوسط جدار القبلة محراب تعلوه لوحة تسجّل التجديدات، التي أجراها الأمير يلبغا السالمي.