بغداد: محمد الأنصاري
بحث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، أمس الثلاثاء، العلاقات الثنائية بين البلدين وآليات تعزيز التعاون المشترك في المجالات الحيوية، ودعا السوداني روسيا إلى التحرك العاجل في مجلس الأمن الدولي من أجل إيقاف المجزرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
والتقى السوداني، في الكرملين ظهر أمس الثلاثاء (بتوقيت بغداد)، رئيس روسيا الاتحادية، وذلك في إطار زيارته الرسمية إلى موسكو، التي وصلها صباحاً تلبيةً لدعوة رسمية.
وجرى، خلال اللقاء، عقد اجتماع موسع ضم الوفد الرسمي العراقي والجانب الروسي، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وآليات تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الحيوية، وفي مقدمتها ملف الطاقة، وتطوير قطاع الصناعات النفطية، وكذلك مناقشة تواجد الشركات النفطية الروسية في العراق، الذي يشهد حركة كبيرة في مجال الاستثمار، ضمن رؤية الحكومة وستراتيجيتها في النهوض بالاقتصاد العراقي وتنويع موارده.
وشهد اللقاء التباحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث التطورات الخطيرة للأحداث الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ أكد رئيس الوزراء - بحسب بيان لمكتبه الإعلامي - موقف العراق الثابت إزاء القضية الفلسطينية، وحقّ الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وعدالة، داعياً روسيا إلى التحرك العاجل مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإيقاف الاعتداءات المستمرة على الأراضي الفلسطينية.
من جانبه، أشار الرئيس الروسي إلى عُمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين، مبيّناً أن قطاع الطاقة يُعد مجالاً واعداً ومفتوحاً نحو المزيد من التعاون المثمر والفعال.
كما رحّب بمشاركة السوداني في الدورة السادسة من منتدى أسبوع الطاقة الروسي المقرر انعقاده اليوم الأربعاء، وهو يمثل فرصة مهمة لتوسعة آفاق الشراكة بين البلدين في تنمية قطاعات الطاقة والنفط والغاز.
وبشأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، أشار بوتين إلى تحركات وجهود تُبذل على مسار وقف التداعيات الأمنية الخطيرة التي أخذت تتصاعد بشكل واضح.
ونقل بيان روسي عن بوتين قوله خلال مباحثاته مع السوداني: إن "موسكو وبغداد تنسقان العمل بنجاح في إطار (أوبك+)، لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وآمل أن نستمر في العمل في هذا النهج"، وأضاف، أن "قطاع الطاقة يعد مجالاً رئيسياً للتعاون بين روسيا والعراق".
وعن حجم الاستثمارات الروسية في العراق، قال بوتين مخاطباً السوداني: إن "كبرى شركاتنا تعمل في بلدكم (العراق) بنجاح كبير. وبلغ إجمالي استثمارات شركاتنا حوالي 19 مليار دولار. وهناك آفاق لمزيد من تطوير التعاون".
كذلك دعا بوتين للعمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين، مبيناً أن "حجم التجارة البينية بين روسيا والعراق انخفض هذا العام لذلك يوجد ما يمكن مناقشته في ما يتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية".
ووفقاً للرئيس الروسي، فإن انخفاض التجارة بين البلدين هذا العام يأتي بعد ارتفاعها العام الماضي بنسبة 43 %، ولفت إلى أن العلاقات بين روسيا والعراق تتطور بزخم كبير، وذكر أن البلدين سيحتفلان في العام المقبل بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية.
وتربط موسكو وبغداد علاقات ستراتيجية وتاريخية، وتعمل حالياً قرابة 50 شركة روسية في العراق، منها "لوك أويل" و"غازبروم نفط"، الذراع النفطية لشركة "غازبروم" الروسية.
وتنفذ روسيا حالياً مشروعا كبيراً لإعادة بناء وتحديث معمل لمنتجات الزجاج والسيراميك في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، وبدأ تحالف صناعي روسي التنفيذ العملي لهذا المشروع لصالح وزارة الصناعة والمعادن العراقية.