القدس المحتلة: وكالات
بينما دخلت معركة "طوفان الأقصى" يومها الخامس أمس الأربعاء، أفادت هيئة البث الإسرائيليَّة بارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى نحو 1200، في مشهد بث الرعب والهيستريا في صفوف الاحتلال ودفعه لارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة ليبلغ عدد الشهداء (1055)، فيما واصلت فصائل المقاومة دكَّ مستوطنات ومواقع الاحتلال بمئات الصواريخ.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية عبر حسابها على موقع "إكس"، أنَّ "عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى نحو 1200 قتيل وأكثر من 2900 مصاب"، بدورها، أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنَّ عدد القتلى الإسرائيليين يتجاوز الـ1200، وأنَّ الأسرى لدى حركة "حماس" في قطاع غزة يزيد عددهم على 200.
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أهالي الأسرى الإسرائيليين، تحذيرهم رئيس كيان الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، من أنّه إذا لم يعُد أبناؤهم "فسنزلزل إسرائيل، إذا تطلّب الأمر، ولن نقبل تركهم في غزة"، وتحدث الإعلام العبري عن تزايد الغضب والإحباط وسط عائلات "غلاف غزة"، وأهالي الأسرى الإسرائيليين، فيما وجّه المستوطنون، في مستوطنات "غلاف غزة"، انتقادات قاسية إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية للاحتلال.
ومساء أمس الأول الثلاثاء، قصفت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي والمدن المحتلة الأخرى، بـ(صليات) من الصواريخ، واستهدفت صواريخ المقاومة، برشقات كبيرة، "تل أبيب" وعسقلان و"سديروت"، وأكّدت "السرايا" أنَّ "العمق الصهيوني سيكون هدفاً مستمراً لمجاهدي القوة الصاروخية، في ظل استمرار العدوان واستهداف المدنيين الفلسطينيين الآمنين".
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أطلقت، ظهر الثلاثاء، (صلية) صاروخية من قطاع غزة في اتجاه مستوطنات عسقلان، وذلك بعد تحذير "أبي عبيدة" مستوطني مدينة عسقلان المحتلة من أجل مغادرتها قبل الساعة الخامسة، رداً على جريمة تهجير الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين.
ووصلت صواريخ المقاومة، للمرة الأولى، في وقتٍ سابق الثلاثاء، إلى قرية باقة الغربية، قرب منطقة الخضيرة، شمالي "تل أبيب"، وفق ما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية.
في غضون ذلك، استمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي في شنّ غارات جوية على مئات الأهداف المدنية على امتداد محافظات قطاع غزة، حيث تعرضت منازل ومنشآت اقتصادية ومؤسسات خيرية وتعليمية، إلى دمار هائل.
واستشهد وأُصيب عدد من المواطنين بقصف من طيران الاحتلال الإسرائيلي الحربي على منازل في حي الكرامة ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وحي النصر في مدينة غزة، ودير البلح وسط القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في أحدث إحصائية لها، عن استشهاد 1055 مدنياً منهم 260 طفلاً و230 سيدة و5148 إصابة، في إثر استمرار العدوان على القطاع لليوم الخامس على التوالي.
وأشار بيان الوزارة إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي أباد نحو 22 عائلة فلسطينية تتضمن قرابة 150 شهيداً، لافتاً إلى أنَّ العدوان تسبب في تشريد أكثر من 260 ألف مواطن إلى مراكز الإيواء وساحات المستشفيات، في ظروفٍ قاسية لا يمكن تحمل تبعاتها على كبار السن والنساء والأطفال والمرضى المزمنين.
إلى ذلك، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أنه منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية 150 مواطناً من الضفة الغربية المحتلة.
في المقابل، أعلن المتطرف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أمس الأربعاء، أنَّ الحكومة وزعت 27 ألف قطعة سلاح على سكان المناطق الإسرائيلية الواقعة قرب قطاع غزة.
وقال: "أوقفنا وحللنا جميع أنواع العوائق، ونقوم أيضاً بتغيير المعايير- الآن في المسودة النهائية- وسنمررها إلى الكنيست، للسماح لمزيد من المواطنين بحمل السلاح".
في سياق متصل، نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن ضدها إثر إطلاقها عملية "طوفان الأقصى" ووصف فيها الحركة بأنها منظمة إرهابية وعمليتها بـ"الشر المطلق".
وقالت الحركة في بيان: إنَّ تصريحات بايدن "تزامنت مع استمرار وتصاعد العدوان الصهيوني الهمجي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وباقي أراضينا المحتلة"، ووصفت "حماس" ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي بالمغالطات، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وإنهاء الاحتلال، عادّة هذه التصريحات محاولة للتغطية على إجرام وإرهاب الحكومة الإسرائيلية التي أوغلت في دماء الشعب الفلسطيني، وفق نص البيان.
وكان الرئيس الأميركي أعلن أمس الأول الثلاثاء في تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض استعداده لتلبية كل احتياجات إسرائيل العسكرية "للدفاع عن نفسها"، منها توفير الذخائر والصواريخ للقبة الحديدية، وقال إنه أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّ رد إسرائيل على العملية العسكرية التي باغتتها يجب أن يكون "حاسماً" بحسب تعبير بايدن.