طهران: محمد صالح صدقيان

أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في طهران أمس الاثنين، مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين الإيرانيين تعلقت بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينيَّة وتحديداً ما يحدث في قطاع غزّة من إبادة إنسانية يمارسها الكيان الصهيوني بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي. وعاد السوداني إلى العاصمة بغداد ظهر أمس الاثنين، عقب الزيارة القصيرة التي أجراها إلى العاصمة الإيرانية طهران، التقى خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إضافة إلى لقاء جمعه مع مرشد الجمهورية الإسلامية علي الخامنئي، إذ تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الموقف في الأراضي الفلسطينية وتداعياتها على دول المنطقة؛ ومآلات هذه التطورات.
وتركز اللقاء بين السوداني والخامنئي على الأحداث المأساوية التي يشهدها قطاع غزّة، وعمليات القتل والمجازر التي تُرتكب يومياً بحقّ الفلسطينيين، وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني.
وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أنَّ العراق يبذل قصارى جهده بالتواصل مع الدول الشقيقة والصديقة؛ من أجل تنسيق المواقف والتحرّك للحدّ من العدوان المستمرّ ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك من أجل السماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى موقف المجتمع الدولي الذي تخلى عن مسؤولياته، وتهاونه في إيقاف الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية وعمليات التهجير القسري وسياسة التجويع ضد الفلسطينيين.
كما أشار إلى تنامي خطى التعاون بين البلدين تجاه عدد من الملفات التي من شأنها أن تسهم في استقرار البلدين، وتحقّق مصالح شعبيهما.
من جانبه، شدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي الخامنئي على ضرورة مواصلة الجهود؛ من أجل إيقاف الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والتحرك العاجل من أجل إيصال المساعدات إلى غزّة، مشيراً إلى دور العراق وقدرته، بوصفه "دولة محورية"، على إنهاء ما يحدث في غزة، وخلق خط جديد في العالم العربي والعالم الإسلامي.
وأثنى الخامنئي على الموقف العراقي لدعم سكان غزّة وضرورة تفعيل الجهود العربية والإسلامية للضغط على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإيقاف الإبادة الإنسانية التي يتعرض لها سكان غزّة؛ متهماً أميركا بالضلوع في جريمة غزة من خلال الأسلحة والتجهيزات العسكرية المقدمة للكيان المحتل "ولولا هذا الدعم لانهار الكيان"، بحسب تعبير المرشد الإيراني.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد اختتام المباحثات الثنائية، رأى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أنَّ هذه الزيارة تتمتع بأهمية في هذا الظرف الحساس الذي تشهده المنطقة وعمق العلاقة التي تربط العراق وإيران وحجم المشتركات التي تربط البلدين.
وقال رئيس الوزراء إنَّ القضية الأبرز التي كانت على جدول أعمال المباحثات هي القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية والموقف الثابت الذي يتخذه العراق تجاه هذه القضية والذي عبّرت عنه المرجعية الدينية العليا والقوى السياسية والوطنية؛ لافتاً إلى أنه على مدى عقود وسكّان غزّة في سجن كبير، أمام مرأى ومسمع العالم، الذي لم يحرك ساكناً تجاه القرارات الدولية ومقررات المؤتمرات الكثيرة.