بغداد: الصباح
بحث رئيسا الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، والوزراء محمد شياع السوداني، مساء أمس الثلاثاء، في آخر التطورات على الصعيدين الوطني والدولي، وسير التحضيرات والتهيئة لانتخابات مجالس المحافظات المقررة في كانون الأول المقبل، إذ جرى التأكيد المتبادل على أهمية إجرائها وتوفير مستلزمات نجاحها لتكون نتائجها المعبِّر الحقيقي عن إرادة الشعب العراقي.
وشهد اللقاء، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإعلامي، تأكيد أهمية تكاتف الجهود لدعم الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي في تثبيت الأمن والاستقرار، والمضي في تقديم الخدمات وإسناد الإصلاح في مجال مكافحة الفساد.
واستعرض اللقاء، أيضاً، مشاركة رئيس الجمهورية في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في المملكة العربية السعودية للتضامن مع فلسطين، وما تضمنته كلمته بخصوص موقف العراق الداعي إلى التحرُّك الجاد لوقف العدوان على غزّة والشعب الفلسطيني، فضلاً عن مخرجات اللقاءات التي أجراها رئيس الجمهورية مع قادة وزعماء الدول المشاركة في القمّة وانعكاساتها الإيجابية على الارتقاء بواقع علاقات العراق الإقليمية والدولية. في غضون ذلك، قدم رئیس الجمهوریة، التهاني بمناسبة مرور 239 عاماً على تأسيس محافظة السليمانية.
وقال رئیس الجمهوریة، في بيان: إنَّ "مدينة السليمانية تحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ239 لتأسيسها الذي تم على يد البابانيين، حيث تواصل حتى اليوم نشاطها لتكون رائدة في مسيرة التطوير أسوة بالمدن الكبرى في العراق، بل والمنطقة لتصبح مثالاً للجمال والإشراق في إقليم كردستان العراق" .
وأضاف أنه "عندما تأسست المدينة العام 1784 على يد إبراهيم باشا بابان، أطلق عليها اسم السليمانية على اسم والده سليمان باشا وجعلها عاصمة إمارة بابان، وفي الوقت نفسه، أصبحت مركزاً ثقافیاً وعلمياً وحضارياً، وفيما أصبحت السليمانية العاصمة الثقافية لإقليم كردستان، فإنها تزهو بتاريخها كرمز للنضال والکفاح وخدمة الوطن"، مشيراً إلى أنَّ "هذه المدينة أنجبت العديد من الشخصيات السياسية والمناضلة والثقافية من الشعراء والكتّاب الأوفياء للأرض والوطن والذين خدموا الإنسانية طوال حياتهم" .
وبين أنَّ "السليمانية لم تستسلم في النضال ضد الظلم وقمع الأنظمة الفاشية مثل حزب البعث، وكانت دوماً تكافح من أجل العيش الحر والتحرر من القمع والاضطهاد. كما كافح أبناؤها دائماً من أجل تحقيق حياة أفضل وتأمين العيش الكريم للأجيال القادمة" لافتاً إلى أنَّ "السليمانية ومع إيمانها بشعار العراق الديمقراطي الاتحادي وحقوق الشعب الكردي في العراق ، إلا أنها دعمت نضال الشعب الكردي في كردستان بصورة عامة" .
وتابع، " لقد برز القادة الكرد مثل الشيخ محمود الحفید منذ تأسيس الدولة العراقية، وطالبوا بالحقوق الكردية وتعزيز الصداقة والأخوة مع جميع المكونات العراقية"، موضحاً أنه "من أجل ذلك فقد ناضل أبناء السليمانية في كثير من الأحيان مع إخوانهم العرب من أجل عراق ديمقراطي وضمان حقوق الشعب الكردي" .
إلى ذلك، وجّه رئيس الوزراء مديري المصارف الحكومية بتقديم خطة خلال شهر واحد من أجل تطوير عمل المصارف.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء الإعلامي، أنَّ "السوداني ترأس اجتماعاً ضمّ وزيرة المالية، ومحافظ البنك المركزي ومديري المصارف الحكومية"، مبيناً أنَّ "الاجتماع جرت خلاله متابعة آليات العمل والإجراءات المتحققة في الإصلاح الإداري والمصرفي، الذي شرعت الحكومة في تنفيذه، وشكل إحدى أولويات العمل المندرجة ضمن الإصلاح الاقتصادي الشامل في البلاد".
ووجه رئيس الوزراء "المصارف الحكومية كافة بإعداد خطة تُقدم خلال شهر واحد، لتطوير عمل المصارف تتضمن الاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية والتقنية، والانتقال من العمل الورقي إلى العمل الممكنن، والتعامل الإلكتروني لكل فعاليات المصارف وتوسيع خدمات الدفع الإلكتروني، ووضع رؤية شاملة للمصارف في منح التسهيلات الائتمانية والقروض، وتطوير آليات العمل، بما فيها أدوات الضبط والرقابة. "
وأكد أنَّ "مديري المصارف سيخضعون إلى تقييم الأداء في ضوء تطبيقهم الخطة ومقدار الإنجاز"، مشدداً على أنّ "الإصلاح الحقيقي الذي حرصت الحكومة على تحقيقه يرتكز على الإصلاح المصرفي، وهي عازمة على اتخاذ قرارات جريئة من أجل تنفيذ هذا الإصلاح بما يُسهم في تحسين بيئة الاستثمار، وتطوير عمل القطاعين العام والخاص".
وشهد الاجتماع مناقشة تطبيق النظام المصرفي الشامل، عبر استخدام البرامج الإلكترونية المتطوّرة، والتكنولوجيا الحديثة في التعاملات المصرفية كافة، ومناقشة خطة التطوير المقدمة من شركة (إرنست آند يونغ) الدولية بخصوص إعادة هيكلة مصرف الرافدين، بما يضمن تطوير أعماله وتقديمه حزمة من الخدمات المصرفية المتكاملة للمواطنين والشركات وبما يضاهي المصارف الدولية.
ووجه رئيس الوزراء "إدارات المصارف للاستعانة بالخبرات الدولية من خلال التعاقد مع مستشارين متخصّصين بالعمل المصرفي والمالي".