بغداد: محمد الأنصاري
أدان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، الاعتداء الذي استهدف منطقة جُرف النصر، بينما وجَّه الأجهزة الأمنيَّة بالقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي في بيان: إنَّ "الحكومة العراقية تؤكد أنها تتعامل مع التصعيد الأخير، الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، على أنه تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، التي نلتزم، تحت كلّ الظروف، صيانتها وحفظها والدفاع عنها، وفقاً للواجبات الدستورية والقانونية للحكومة".
وأضاف، "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يُعد انتهاكاً واضحاً للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر"، مبيناً أنَّ "الحكومة العراقية هي المعنية حصراً بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها، ولا يحق لأيِّ جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي".
وتابع العوادي أنَّ "الحكومة تشدد على أنها الجهة المسؤولة دستورياً، عن رسم وتنفيذ سياسات الدولة، وحفظ النظام والاستقرار، والدفاع عن الأمن الداخلي، وأنَّ أيَّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون".
ولفت إلى أنَّ "القائد العام للقوات المسلحة وجّه القوات المسلحة كافة وجميع الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه، وعدم السماح لأي جهة بأن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره".
وأعلنت هيئة الحشد الشعبي، في بيان، أنَّ "عدداً من مواقعها تعرضت فجر الأربعاء، إلى اعتداءات أميركية غادرة ارتقى على إثرها 8 شهداء و4 جرحى"، مبينة أنَّ "الاعتداءات شملت (قيادة عمليات الجزيرة) ضمن قاطع جرف النصر شمال بابل والتي استهدفت مقاتلينا الأبطال المرابطين أثناء أداء الواجب الوطني المقدس"، مجددةً "التزامها الكامل والتام بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة باعتبارها جزءاً من المنظومة الأمنية والعسكرية والدفاعية للعراق".
وأعلنت القيادة الأميركية، أمس الأربعاء، شنَّ ضربات منفصلة ودقيقة ضد منشأتين في جرف النصر وأبو غريب، وبيّنت أنَّ "الضربات جاءت رداً مباشراً على الهجمات ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف"، على حدِّ زعمها.
وأقام مجلس النواب أمس الأربعاء، مجلس عزاء بشهداء جرف النصر، ثم أقام وقفة استنكار ضد العدوان الغادر على مقار الحشد الشعبي.
وأدان النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي "الاعتداء الأميركي والاستهداف المباشر على الأجهزة الأمنية في منطقة جرف النصر"، مشدداً "على ضرورة احترام السيادة الوطنية في البلاد".
ووصف الإطار التنسيقي قصف مقار القوات الأمنية والحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل بـ"التجاوز" الخطير على السيادة العراقية، وجدّد في بيان، رفضه القاطع لأي استهداف وتجاوز على السيادة".
أما رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فأكد في بيان، اليوم الأربعاء، أنَّ "ما حصل من قصف أخير من قبل قوات الولايات المتحدة الأميركية ضد مقار القوات الأمنية والحشد الشعبي الرسمي في عدد من مدن البلاد أمر مستنكر ومدان وخطير قد يجر إلى مزيد من المواجهات التي لا نتمناها على الأرض العراقية".
كما أدان رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري والأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي الاعتداءات الأميركية التي طالت القوات الأمنية، وأشار القياديان في بيانين منفصلين، إلى أنَّ هذه الممارسات انتهاك صارخ للسيادة الوطنية، كما طالبا بـ"ضرورة إخراج القوات الأميركية وكل قوات التحالف الدولي من العراق فوراً".