سوء التوزيع وراء ضياع 50 % من إنتاج الكهرباء

الأولى 2023/12/25
...

 بغداد: شيماء رشيد

لم يعد إنتاج الكهرباء وحده ما يشغل الرأي العام باعتباره أزمة العراق الخدميَّة الأبرز منذ عقدين، بل طفت إلى السطح مشكلات تفصيليَّة تعرّف عليها المواطن لاحقاً خلال الأعوام الماضية، بينها صعوبة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي بوجود التجاوزات وسوء حساب الطفرة السكانيَّة وانتهاءً برداءة شبكات التوزيع، ما يعني هدراً في الطاقة المنتجة.
وأوضح المهندس الاستشاري وأستاذ الطاقات المتجددة مازن السعد، لـ"الصباح"، أنه "لكي يكون ملف الطاقة ملفاً مستداماً مكتفياً ذاتياً وينمو بطريقة صحيحة يجب أن تكون المراحل الأربع التي تمر بها منظومة توصيل الطاقة إلى المستهلك متكاملة ومترابطة مع بعض"، مبيناً أنها "تبدأ بإنتاج الكهرباء ومن ثم النقل عبر الخطوط الخارجية ومن ثم التوزيع بين المناطق وبعدها وهي الأهم الجباية".
وأضاف السعد أنه "إذا وصلت الكهرباء بشكل صحيح إلى المواطن مع وضع نظام صحيح يجني الأرباح والمبالغ التي صرفتها الدولة على هذه المنظومة، فسيتم تحقيق منظومة مستدامة ومتطورة وتواكب التكنولوجيا والعصر"، لافتاً إلى أنَّ "المشكلة في الكهرباء هي في الضياعات والحديث بها يصل إلى 40 أو 50 % بدءاً من سوء النقل والتوزيع الذي يشكل 10 - 15 % من مجمل الضياعات".
وأشار إلى أنَّ "المشكلة اليوم هي في التوزيع، إذ تخرج الكهرباء من المحطات إلى المنازل 220 فولط، ولكي تصل بهذا الشكل تحتاج إلى الاستقرارية عبر منظومة توزيع دقيقة تحسب حسابات السكان والوحدات المشتركة إضافة إلى المتاجر والمراكز الخدمية"، مضيفاً أنَّ "العراق أمام مشكلة كبيرة في موضوع حسابات توزيع الأحمال والنسب والتصميم حتى تعطي محولات تحافظ على الكهرباء التي تصل إلى 220 فولط، إلى جانب حسابات نمو السكان في المستقبل".

تحرير: عبد الرحمن إبراهيم