بغداد: حيدر الجابر
يرتقب أن يشهد يوم الثامن من شهر شباط المقبل؛ انطلاق الماراثون الرسمي لانتخاب المحافظين، إذ سيؤدي أعضاء المجالس الفائزون اليمين الدستوريَّة، قبل أن يباشروا تشكيل اللجان وفتح باب الترشح لمنصب المحافظ.
وحتى الآن، ما زال الجدل داخل "الإطار التنسيقي" يدور بشأن بقاء أو رحيل ثلاثة محافظين تصدروا النتائج في (البصرة وكربلاء المقدسة وواسط). وبمجرد المصادقة على النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات، يوجّه المحافظ دعوة خلال (15) يوماً من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات من أجل انعقاد أول جلسة لمجلس المحافظة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس، وهو ما يعني ضمناً أنَّ الحوار غير الرسمي قد بدأ، ولا سيما بعد أن عرف كل حزب سياسي حجمه الانتخابي. ويبدو أنَّ وتيرة الصراع على منصب المحافظ تبشّر بربيع ساخن، إذ أعلن محافظ البصرة أسعد العيداني، في تصريح، أنَّ الجلسة الأولى لمجلس المحافظة الجديد ستعقد خلال 5 أيام، مؤكداً أنَّ "منصب المحافظ من حصتنا. كوننا الكتلة الأكبر". وفي سياق متصل، أعلنت كتلة "إبداع كربلاء"، الفائزة بسبعة مقاعد في محافظة كربلاء، أنها متمسكة بمنصبي المحافظ ورئيس المجلس كونها الكتلة الأكبر التي سوف تشكل الحكومة المحلية. وهذان هما التصريحان الأكثر وضوحاً في الابتعاد عن التوافقات، والاتجاه نحو الأغلبية التي لم يتم العمل بها سابقاً، إذ يجري توزيع المناصب بين الكتل الفائزة. وفي خطوة نحو التهدئة، ذكر القيادي في "تيار الحكمة" عباس السيد، في تصريح، أنَّ تغيير المحافظين خطوة مرهونة بعدد الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات، مؤكداً عدم وجود التفاف على الحقوق وأنَّ كل جهة ستأخذ استحقاقها وفقًا لنتائج الانتخابات. من جهته، توقع الكاتب والصحفي سلام الزبيدي، حدوث أزمة سياسية جديدة مع بداية تشكيل الحكومات المحلية، لافتاً إلى وجود صراع خفي على المناصب.
وقال الزبيدي لـ"الصباح": "لا شك أنَّ بوادر منع بعض المحافظين الفائزين من الحصول على المنصب مجدداً، تعطي انطباعات بأنَّ هناك صراعاً خفياً على المناصب، لأنَّ الكتل السياسية لا تريد أن تكبر بعض الشخصيات خارج إطارها". وأضاف، "بدأت بعض الكتل بالقفز على استحقاق الفائزين انتخابياً، وتريد أن تعيد سيطرتها على جميع المحافظات، لا سيما أنَّ الانتخابات المحلية كانت معطّلة منذ أكثر من عشر سنوات، ما أفقد سيطرة الكتل السياسية عليها"، مؤكداً، "لذلك هي تسعى اليوم إلى أن تعيد نفوذها ببعض المحافظات، وهذا سيخلق نوعاً من الصراع، ويعيد تجارب السنوات السابقة عندما كانت الخلافات تنشب على المحافظ وتنعكس بالمستقبل بصراع بينه وبين المجلس يلقي بآثاره السلبية على واقع المحافظة". وتوقع الزبيدي أن "تنتج أزمة جديدة مع بداية تشكيل المجالس المحلية، ولاسيما بعد أن تمت المصادقة على نتائج الانتخابات وانطلاق السباق نحو الظفر بمنصب المحافظ"، مستدركاً أنَّ "التفاهمات السياسية قد تذوبها تدريجياً لكي تمضي قدماً نحو تشكيلها".
تحرير: محمد الأنصاري