واقعنا المعاصر

آراء 2024/02/14
...

  زهير الجبوري


في راهننا الاجتماعي الذي نعيش احداثه بكل تفاصيله ودقائقه، ثمّة ما يثير اسئلة جوهرية لواقعنا هذا، عبر مجريات الأحداث الرياضية وانعكاسها على المجتمع، هي إشارة إلى ما حدث في مباريات كأس أمم اسيا لكرة القدم، والتي أثارت في نفوس المجتمع العراقي الفرحة في بداية مشوار الفريق ونتائجه الأيجابية، فالأمر لا يقف عند متابعة لعبة رياضية معينة ككرة القدم، ولا الفوز والخسارة (لأنها منافسة انسانية ما إنْ تنتهي تعود العلاقات الودية بين الطرفين)، غير أن غالبية المجتمع العراقي وجدت في هذه المنافسة ما يعبّر عن شعوره المثالي في الترفيه لكسر حاجز الحياة المضطربة، التي عاش تفاصيلها لعقود، ولعل وسائل الأتصال (الميديا) وقنوات الفضائيات شغلت غالبية الناس في ذلك، وهي ردّة فعل لما يحصل في الساحة العراقية من صراعات سياسية متبادلة واتهامات بين اطراف متناحرة يعرفها الجميع.. 

ولأنَّ الفرد العراقي بطبيعته فَطِنْ وذكي، يدرك أن ما قدمته البلدان الصغيرة المجاورة (الخليجية)، منها في خلق الحياة الطبيعية بمستوى عال من خلال تفعيل دور المؤسسات وضبط كل ما يحصل في ادارة الدولة لكل بلد واستثمار الخيرات للصالح العام، فقد كانت النتائج مثيرة ومبهرة، والسؤال الجوهري هنا: اذا كانت دولة بحجم قطر التي تملك عدد سكانها في آخر احصائية (2,980,338) من غير الأجانب، ومساحة ( 11,521 كمْ) ان تثير الأنظار وتستدعي العالم بأجمعه لمتابعتها، لتسجل حضارة في زمن الألفية الثالثة من خلال تنظيم كأس العالم في العام الماضي، واقامة الأنشطة الرياضية كالبطولة الحالية، وكذلك الأنشطة الثقافية المتنوعة..؟ 

في حقيقة الأمر هو تخطيط من قبل أصحاب الشأن في جميع المجالات، وهذا الدافع جعل بعض الدول المجاورة في السير في الاتجاه ذاته، ترى كيف أصبحت هذه الأمور بين فترة واخرى في علو هذه الدولة، ونحن أبناء حضارات كبيرة تُدرَس.

ما المطلوب إذن.؟!

 وما دورنا نحن كمواطنين ومثقفين واعلاميين في ذلك، أعتقد أنها مصارحة في الأخذ بنظر الأعتبار في كل الأشياء، التي عرقلت مسيرة بلدنا وأولها دراسة البنى التحتية وتطبيق قوانين كتبت لصالح الأنسان العراقي، وهي ليست مستحيلة اذا كانت هناك أجواء مشحونة بالمواطنة، ولم تكن خطوة السيد رئيس الوزراء في تفعيل الخدمات وفتح الطرقات سوى نقطة مضيئة للمضي في النهوض بواقع البلد، ولو كانت جميع الآراء من جميع الأطراف السياسية تقترب في اتخاذ القرارات المناسبة في خدمة الوطن والمواطن، لتصبح لدينا مشاريع كبيرة وبطولات رياضية عالية ونهتف لفريقنا الوطني من داخل حدود البلد مثلما فعلنا في خليجي 25، بعد أن نعالج أهم الأمور التي عانى كثيرا منها ابناء البلد كأزمة الكهرباء والبطالة، ونقص الخدمات وشح المياه، وغيرها من الأمور.