أ.د.جاسم يونس الحريري
استقبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض يوم الخميس الموافق 1/2/2024بمكتبه في بغداد السفير الروسي في العراق ((ألبروس كوتراشيف)). وجرى خلال اللقاء بحسب بيان لمكتب الحشد الشعبي: بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات الأمنية والسياسية، التي تشهدها المنطقة”. وناقش الجانبان” سبل تعزيز التعاون المشترك والتعاون في تبادل الخبرات وبخاصة مع هيئة الحشد الشعبي ذات الدور البارز بمكافحة الإرهاب وبسط الأمن”.
تحليل واستنتاج
1 - تعود العلاقات بين هيئة الحشد الشعبي وروسيا بعد الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، إلى موسكو في كانون الاول/ ديسمبر 2016، حيث التقى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ((نيكولاي باتروشيف))، حاملاً رسالة من رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد مثّلت زيارة الفياض هذه أول زيارة رسمية لشخصية رفيعة المستوى من هيئة الحشد الشعبي إلى موسكو.
وكرر الزيارة السيد الفياض في 3سبتمبر عام2019 إلى روسيا لتعزيز العلاقات بين الطرفين. وزار الفياض موسكو مجدداً في مايو 2022، والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ((ميخائيل بوغدانوف))، وتطرق البيان المشترك الصادر عن الزيارة إلى تباحث الجانبين حول سُبُل تطوير العلاقات العراقية -الروسية))، وأشادت وزارة الخارجية الروسية في المباحثات مع هيئة الحشد الشعبي، آنذاك بدور الحشد الشعبي العراقي في قتال العصابات “الإرهابية”. وقالت هيئة الحشد الشعبي في بيان إن “رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف”، مبينة أن “الطرفين تبادلا خلال المحادثات، وجهات النظر حول الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط”. كما شدد الجانبان على “أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة على المستويين الأمني والسياسي”. وأشار البيان إلى أن “بوغدانوف أشاد بدور الحشد الشـعبي في ملاحقة الخلايا النائمة لعصابات داعـش الإرهـابية”.
2 - تنظرروسيا إلى علاقتها مع الحشد الشعبي قد تمكنها من التموضع في الساحة العراقية، وتدعيم دورها العسكري في الساحة السورية، بينما يرى الحشد الشعبي أنّ علاقته مع روسيا، قد تُساعده على تنويع مصادر دعمه العسكري والسياسي باعتبار روسيا عضوا بارزا في مجلس الامن الدولي، وبالتالي توظيف علاقاتها مع روسيا لتوسع هامش المناورة لديها في مقابل الضغط الأمريكي الذي تواجهه.
3 - حاولت الولايات المتحدة الامريكية عرقلة العلاقات بين روسيا والحشد الشعبي، بالتوازي مع الهجمات الصهيونية والامريكية الجوية ضد قواعد الحشد الشعبي وقواته على الحدود العراقية السورية،لإضعاف العلاقة بينهما، لكن ارادة العراق لتوسيع العلاقات مع روسيا، هي الطاغية بهدف تعزيز قدرة الردع لدى الحشد الشعبي كمؤسسة عسكرية رسمية تابعة إلى رئيس مجلس الوزراء العراقي.