السبب الرئيس للمشكلات الصحيَّة

علوم وتكنلوجيا 2024/03/17
...

 باريس: أ ف ب


أصبحت اضطرابات الجهاز العصبي، بما يشمل أمراضاً مثل الخرف الناتج عن ألزهايمر وكذلك الصداع النصفي أو عواقب السكتة الدماغيَّة، السبب العالمي الرئيسي للمشكلات الصحيَّة، وفق دراسة كبيرة نُشرت نتائجها الجمعة الفائت.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "لانسيت نيورولوجي"، لم تعد أمراض القلب والأوعيَّة الدمويَّة، ولكن تلك ذات الطبيعة العصبيَّة بالمعنى الواسع، هي الأكثر انتشاراً لدى الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة.

في عام 2021، أصيب 43 % من سكان العالم - أو 3,4 مليارات شخص - باضطراب عصبي، وفق الدراسة التي أجراها مئات الباحثين تحت رعايَّة معهد القياسات الصحيَّة والتقييم Institute for Health Metrics and Evaluation IHME، وهي منظمة مرجعيَّة للإحصاءات الصحيَّة. ويتجاوز هذا المستوى بكثير التقديرات الحاليَّة، ويعني أن هذه الاضطرابات قفزت بأكثر من النصف منذ عام 1990. 

ويعزو الباحثون هذا الأمر، من بين أسباب عدة، إلى شيخوخة السكان، خصوصاً وأن الغالبيَّة العظمى من الاضطرابات العصبيَّة لا يمكن علاجها، وبالتالي من المحتمل أن تستمر لسنوات حتى الموت.

مع ذلك، يرتبط هذا الواقع أيضاً بتطور في تصنيف منظمة الصحة العالميَّة التي باتت تدرج السكتات الدماغيَّة على أنها مرض عصبي وليست من أمراض القلب والأوعيَّة الدمويَّة، وهو الاختيار الذي اتبعه معدّو الدراسة. ومن بين اضطرابات الجهاز العصبي، تُسبّب السكتات الدماغيَّة معظم حالات العجز والمشكلات الصحيَّة. 

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأمراض تسببت في خسارة مجموع سكان العالم 160 مليون سنة من الحياة الصحيَّة - وهو مؤشر يتجاوز متوسط العمر المتوقع ليأخذ في الاعتبار الوضع الحقيقي للناس. ويتبع ذلك اعتلال الدماغ الوليدي، وهو شكل من أشكال الأمراض التي، كما يوحي اسمها، تؤثر على الطفل منذ الولادة، والخرف من نوع الزهايمر، ثم العواقب العصبيَّة لمرض السكري. ويحتل التهاب السحايا والصرع المرتبتين التاليتين. 

أما الآثار العصبيَّة لمرض كوفيد، والتي تشكل بشكل خاص أحد جوانب كوفيد طويل الأمد، فتأتي في المرتبة العشرين. ومن حيث الوفيات، أودت الاضطرابات العصبيَّة بأكثر من أحد عشر مليون شخص في عام 2021، بحسب الدراسة. 

ولا يزال هذا الرقم أدنى من حصيلة أمراض القلب والأوعيَّة الدمويَّة - 19.8 مليون- والتي غالباً ما تكون قاتلة بسرعة أكبر.