{الحشاشين}.. الأكثر مشاهدة في ماراثون دراما رمضان

ثقافة 2024/03/18
...

 إعداد/ سينما

أثار مسلسل " الحشاشين" في حلقاته الثلاث الأولى، ضجة ولغطا وانقساما بين متحمس بهرته تجربة بيتر ميمي البصرية الباذخة، ومتشكك في العمل على صعيد المادة التاريخية وطريقة المعالجة، على الرغم من حصوله على المشاهدة الأكبر في مارثون الدراما الرمضانية، التي تحرص العائلة العربية على متابعتها، حتى صار جزءا من طقس هذا الشهر الفضيل؛ فمن وجهة نظر المتشككين أن اخطاءً في النص التاريخي، الذي يتناول طائفة الحشاشين الباطنية التي نشطت في القرنين الحادي والثاني عشر، وعرفت بسريتها وفدائية مريديها الذين نفذوا اشهر الاغتيالات في التاريخ الإسلامي، وهم أيضا ينتقدون المخرج المصري بيتر ميمي، متهمين إياه بسرقة بنائه سردي في تقليد سمج  لمسلسل " صراع العروش الشهير"، بل ان بعضهم وصفه بانه مخرج "حريمي" بدلالة اسمه ، فيما ركز اخرون على اللهجة المصرية التي يتحدث بها المسلسل، واصفين إياها بالمغتربة.. هذه الانتقادات التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من ان المسلسل ما زال في بدايته، فيها ظلم كبير لمخرج موهوب عرف جوهر السينما والتلفزيون بطريقة فذة، مستوعبا ما توصلت اليه صناعة الدراما (سينما او تلفزيون) في العالم متجاوزا الأنماط التقليدية العربية، فقدم لنا في مستهل مسلسله، طبقا بصريا ممتعا يشد المشاهد ويمتعه، وكم كنت أتمنى عليه ان يكتب في بداية المسلسل معالجة خيالية لحكاية الحشاشين الإشكالية، كي يريح ويستريح، في تقديري كانت اللهجة المصرية اكثر راحة للممثلين، فالفصحى تفرض قالبا ادائيا خاصا بها، واحدة من أسباب نجاح  ميمي في عمله هذا، هو الإنتاج الذي حقق له ما يريد، فضلا عن موهبة ميمي الذي لم يدرس السينما وتعلمها بشكل عصامي، انما كان مهوسا بمشاهدة الأفلام على الرغم من دراسته الطبية في القاهرة، وكان يتعلم بسرعة فاخرج أفلاما ومسلسلات ناجحة على صعيد شباك التذاكر، نجح ميمي بالتصوير في اكثر من مكان، متنقلا عبر الزمن من دون ترهل او اسفاف، كما حرك مجاميعه وادارها باحتراف، لاسيما مشاهد القتال، فهو يعتمد على متخصصين في هذا المجال، فضلا عن تصويره الساحر، معتمدا على الكرافيك والخدع الرقمية والتصوير ثلاثي الابعاد،  من وجهة نظري ان مهاجمة المسلسل ربما يعود إلى بعد سياسي، فثمة اسقاط في رواية احداث المسلسل على حركات دينية معاصرة تتخذ من الاغتيالات والتخريب وسيلة للسيطرة على الحكم.