علاقة الصوم ومصادر الطاقة بتدريبات الرياضيين

الرياضة 2024/03/27
...

  متابعة: نبيل الزبيدي


جرت العادة في شهر رمضان أن تتغير مواعيد الوحدات التدريبية للاعبي بناء الأجسام، اذ يفضل الرياضيون ان تكون التمارين بعد تناول وجبة الإفطار بما يقارب الساعتين الى ثلاث ساعات والسبب في ذلك أن عملية هضم الوجبات الدسمة الغنية بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية المتعددة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون المشبعة تحتاج الى اقل من خمس ساعات لاستخلاص الطاقة و العناصر الغذائية الأخرى التي تمكن الجسم بعد ذلك بتوزيعها الى النقاط العضلية عبر الكبد و الدورة الدموية بغية اعادة تخزينها على شكل بلوكات جلوكوزية “ جلايكوجين “ الذي يعد  مصدر الطاقة الرئيسي و السريع التمويل عندما يختص الامر بالتدريبات البدنية والعضلية.


البحث عن البروتينات

شهر رمضان الحالي تقترب فيه ساعات الصيام دون 15 ساعة يوميا ولا يتم خلالها تمويل الجسد بأي أنواع من العناصر الغذائية كما ان العضلات بحاجة ماسة الى كميات عالية من البروتينات والكربوهيدرات لتغذيتها أي تشكل ما يقارب 60 بالمئة من عملية البناء العضلي والـ 40 بالمئة الباقية تخص التدريب والاستشفاء والراحة النفسية ،وعليه تواجه عضلات الرياضي مشكلة كبيرة بسبب انقطاع التمويل الغذائي لفترة طويلة نسبياً بالاضافة الى ارتفاع درجة الحرارة فالنشاطات الحياتية اليومية التي نقوم بها من حركة ونوم وتنفس وعمل ودراسة وقراءة وقيادة وغيرها لاسيما ان العمليات الحيوية والكيميائية التي تتم داخل الجسم تستهلك ايضا مقداراً لابأس به من الطاقة ومصدر الطاقة الرئيسي المعتاد تمويله من قبل الجسم هو الغذاء الممول بشكل

 دوري.

مصادر الطاقة

اثناء الصوم تبحث اجسادنا عن مصادر اخرى فلا تجد امامها فقط الطاقة الجلايكوجينية المختزنة في العضلات الذي تكون الاولوية في حرقه لتحرير الطاقة الى جانب الدهون المختزنة في الجسم الذي يبدأ باستنزافها وتحويلها الى طاقة، لذا يحذر المدربون الرياضيين من مغبة ممارسة تمارين البناء العضلي قبل موعد الافطار فهذا قد يؤدي الى ظهور نتائج عكسية سلبية كاستنزاف المنظومة العضلية وانهاكها واحيانا تدميرها والذي يترتب عليه عواقب صحية عديدة كالصداع التدريبي والخمول والتعب السريع والجفاف الناتج من نقص السوائل والاملاح نتيجة التبول والتعرق الشديد في فصل 

الصيف.


نظام تدريبي آخر

ومن الضروري بمكان ان يكون الرياضي ملماً بطبيعة النظام التدريبي الممارس في شهر رمضان الذي يجب ان يختلف كليا عن انظمته التدريبية الأخرى فالنظام التدريبي الذي اعتاد على ممارسته قبل الصوم وما يحتويه من احماء واطالة وتبريد وتمارين 

للعضلات يحتاج الى طاقة استهلاك تفوق الطاقة التي مولتها له خلال وجبة الافطار لذا فالبقاء على نفس النظام التدريبي ايضا يولد نتائج عكسية سلبية على عملية البناء ويؤدي الى انهاك العضلات واستنزافها وزيادة معدلات الهدم في الانسجة العضلية عن معدلات البناء وهذا يؤدي الى احداث قصور وضعف وصغر في حجم 

العضلات.