{قصة عصابة كيلي}.. أول فيلم روائي طويل في تاريخ السينما

ثقافة 2024/04/01
...

  بحث وإعداد: إستناد حداد/ أستراليا


دخلت معهد فنون في العام 2007، لدراسة الفيلم والانتاج التلفزيوني في مدينة بيرث الاسترالية، وصادف في العام نفسه ادراج فيلم "قصة عصابة كيلي" في سجل ذاكرة اليونسكو، لكونه أول فيلم روائي طويل بالعالم بعد مئة عام على إنتاجه، الفيلم انتاجه واخراجه استرالي خالص مئة بالمئة.
وعليه يكون ( تشارلز تنت) أول مخرج روائي في العالم، وهو من اسهم بالإنتاج والكتابة أيضا، وأسهم افراد عائلته  في التمثيل، هذا ما اخبرنا به استاذ مادة تاريخ السينما في المعهد، وكانت بالنسبة لي مفاجأة كوني سينمائيا، ولم انتبه  لذلك، كما اكتشفت أنه أول فيلم يكتب له السيناريو، وخصصت له ميزانية اقتربت من الالف جنيهاً استرلينيا وبأرباح تجاوزت  25,000 جنيه .  
 ويقتفي "قصة عصابة كيلي"(1906) 1906 مآثر رجل الأدغال والخارج عن القانون نيد كيلي وعصابته في القرن التاسع عشر.. الفيلم أخرجه تشارلز تيت وتم تصويره في مدينة ملبورن وما حولها، وتم عرض النسخة الأصلية من هذا الفيلم الصامت، لأكثر من ساعة بطول بكرة يبلغ حوالي 1200 متر (4000 قدم)، ما يجعله أطول فيلم روائي تمت مشاهدته في العالم في تلك الفترة، وتم عرضه لأول مرة في قاعة أثينيوم في ملبورن في اعياد الميلاد 26 ديسمبر 1906 وتم عرضه لأول مرة في المملكة المتحدة في يناير 1908. حقق نجاحًا تجاريًا وحاسمًا، ويُنظر إليه على أنه نقطة الأصل في ظهور هذا النوع من دراما الجريمة والطبيعة بين الاشجار والأدغال، وهو النوع الذي سيطر على السنوات الأولى لإنتاج الأفلام الأسترالية، ومنذ صدوره تم إنتاج العديد من الأفلام الأخرى حول أسطورة كيلي،  ونظرا لشهرة الفيلم أُعيد انتاجه عدة مرات بسنوات
مختلفة.
تشير مؤرخة الأفلام إينا برتراند إلى أن نغمة قصة عصابة كيلي هي "نغمة حزن، تصور نيد كيلي وعصابته على أنهم آخر رجال الأدغال". تحدد برتراند العديد من المشاهد، التي تشير إلى قدر كبير من التطور في صناعة الأفلام من جانب عائلة تايت. أحدهما هو تكوين مشهد للشرطة وهم يطلقون النار على الببغاوات في الأدغال. والثاني هو القبض على نيد الذي تم إطلاق النار عليه من وجهة نظر الشرطة وهو يتقدم.
وقد نجت نسخة من كتيب او بروشور عن الفلم وتحتوي على ملخص للفيلم في ستة "مشاهد" زود به الجمهور كي يفهم أحداث الفيلم الصامت، ويمكن أن يساعد المؤرخين على تخيل الشكل، الذي قد يكون عليه الفيلم بأكمله
يقال إن بعض النقاد والشرطة اعتبروه يمجد للجريمة كونه ماخوذ عن قصة حقيقية ارعبت سكان الولاية حينها، لذلك منع في بعض المناطق المحلية، وبرغم المنع الا أن الفيلم بقى يدور في صالات العرض في استراليا ونيوزيلندا وبريطانيا، ولمدة عشرين عاما حقق خلالها ثروة طائلة لصانعيه، ولا تزال صناعة السينما تعمل على اعادة انتاج هذا الفليم وكان اخر انتاج له عام 2019 بعنوان التاريخ الحقيقي لعصابة كيلي .
بعد ذلك توالت الأفلام الروائية الطويلة في العالم بسرعة مذهلة وتطورت معها صناعة ولغة السينما.