د عدنان لفتة
خطأ كبير ارتكبه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيمرّ كالمعتاد مرور الكرام ولن يتوقف عنده أحد يتمثل بإقامة بطولة آسيا تحت 23 عاماً خارج توقيتات الأيام الدولية مما حرم البطولة والمنتخبات والإعلام والجمهور من وجود مواهب لامعة كان يمكن أن تمنح المنافسة قمة مضافة ونوعية رفيعة من اللاعبين والكفاءات!!.
لا نعلم كيف وضعت لجنة المسابقات هذا التوقيت الخادم لبعض المنتخبات غير المالكة للاعبين محترفين بينما حرم أفضل المنتخبات من عناصر قوة ودعم لها من شأنها ترجيح كفتها في منافسات تحتل المركز الثالث من حيث الأهمية الآسيوية بعد تصفيات كأس العالم في المرتبة الأولى وكأس آسيا في المرتبة الثانية، فكبار القوم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والعراق أشد المتأثرين بالتوقيت الغريب للبطولة وعدم مراعاة التزامات المحترفين مع أنديتهم في مختلف قارات العالم.
افتراضاً حرمنا من مواجهات ساخنة ذلك أنَّ أغلب أعمدة المنتخبات الوطنية هم ضمن الفئة العمرية دون 23 عاماً في أعمار التوهج والنضوج والتألق لمواهب تكتب حروف بزوغها وألقها الدولي.
في العراق كنا نمني النفس بتواجد جواهرنا: زيدان إقبال وعلي الحمادي ومصطفى الأمين ودانيللو السعيد ومنتظر ماجد فوجودهم كان إضاءة بالغة التأثير في تركيبة منتخبنا الأولمبي وقوة رافعة له ولحظوظه وآماله في البحث عن المشاركة السادسة في الأولمبياد بعد خمس مشاركات سابقة في موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984 وسيئول 1988 وأثينا 2004 وريو دي جانيرو 2016.
ليس إقلالاً من شأن لاعبينا المتواجدين في تشكيلة الأولمبي الحالية في الدوحة ولكنه الطموح والأمل أن نكون أقوى وأكثر جدارة وتنافسية بمواجهة كبار القوم ذلك أنَّ المتاح رسمياً لبلوغ أولمبياد باريس هو ثلاث بطاقات قد تضاف لها بطاقة رابعة بمواجهة غينيا ممثلة أفريقيا في الملحق المؤهل بين القارتين.
المجموعات في كأس آسيا تحت 23 عاماً توحي بمنافسات متوقعة بين قطر وأستراليا والأردن وإندونيسيا في المجموعة الأولى واليابان وكوريا الجنوبية والإمارات والصين في المجموعة الثانية والعراق والسعودية وتايلند وطاجيكستان في المجموعة الثالثة وأوزبكستان وفيتنام والكويت وماليزيا في المجموعة الرابعة ورغم البحث عن اللقب السادس إلا أنَّ الأولوية لدى أغلب المشاركين في الفوز ببطاقات أولمبياد باريس.
الأمل أن يكون منتخبنا الأولمبي قادراً على التعبير عن طموحات الشارع الرياضي ووضع بلدنا في قلب المنافسة كي تواصل كرتنا صحوتها ورغبتها في الانطلاق بالمسار الآسيوي الذي لم ينصف كرتنا في كاس آسيا بعد الظلم التحكيمي الذي أطاح بنا سريعاً قبل وصولنا إلى استحقاقنا الطبيعي في مربع الكبار، الأمل أن يعوض شبابنا ما حدث قبل بضعة أشهر بنتائج ومستويات مقنعة ترفد منتخبنا الوطني بحوافز جديدة وإضافات فنية في مراكز اللعب المختلفة تحت أنظار المدرب الإسباني كاساس المتواجد في الدوحة لمراقبة مواهب كرتنا واستقطاب من يجد فيه الكفاءة الحقيقية نحو حضور أمتع وأجمل مع أسود الرافدين في مبارياته المقبلة لبناء تشكيلة متماسكة رصينة تعيد الأمل لنا بالانطلاق إلى قمة القارة الآسيوية في مستقبلنا المشرق بإذن الله بعد سنوات عجاف.