في عيدها الحادي والعشرين

آراء 2024/05/16
...

 نوزاد حسن

 

هل من السهولة ان يكتب شخص متحمس لجريدة يحبها تهنئة لمناسبة عيدها الحادي والعشرين، اظن ان هذه مهمة صعبة بعض الشيء ذلك لان لغة الحماس تتطلب قدرا كبيرا من الخيال، وهنا تبدأ مشكلة الكاتب الحقيقية. 

ومع ذلك فسأقول كلمتي بشأن هذه المناسبة أعني ولادة جريدة «الصباح» مع أولى لحظات التغيير السياسي في 

حياتنا.

منذ سنوات «والصباح» تواصل عملها، ولم تكن هذه السنوات بدون تحديات، بل كانت مليئة بصعوبات وصلت حد تعرض بعض من العاملين فيها إلى تقديم انفسهم قرابين لمجد الكلمة.

كان العمل فيها آنذاك يعني مواجهة موجة تطرف تعرضت لها البلاد، بسبب التغيير السياسي الذي أسقط النظام الدكتاتوري.

وبمرور الوقت أصبحت لـ»الصباح» ملامح تميزها، وهذا الامر حدث بسبب وجود نيات صادقة، لمن يعمل بها.

وكما يعلم الجميع فإن التحديات التي تواجه المنشور المطبوع كبيرة إلى درجة أن صحفا مهمة وإذاعات توقف عن الصدور بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والاعتماد الكبير على شبكة الانترنت.

وهذا التحدي ما زال قائما، وفي المقابل لا تزال «الصباح» تطل على القرَّاء كل 

صباح.

شخصيا: أتفاءل دائما ببائع كتب يضع بضعة كتب على الرصيف، واتفاءل ايضا ببقاء جريدة تصدر. 

هاتان الصورتان علامتا نضج مدني قد لا يحس به كثير من المنزعجين من أخطاء السياسة، الذين وصلوا إلى قناعة ان كلام الصحف هو مجرد كلام عابر لا علاقة له بالواقع.

ومثل هذه النظرة غير دقيقة.

إن وجود جريدة يعني قبل كل شيء تطوير خبرات في الكتابة. 

لقد تعلمت من خلال ممارستي للكتابة في هذه الجريدة، التي نحتفل بعيدها أن الكتابة في جريدة، لا تعني دائما انتهاء عمر الكلمات المنشورة فيها.

ومن المهم أن أذكر من يقرأ ما أقول إن افضل الكتب الادبية التي صدرت في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، نشرت في صحف يومية ككتب طه حسين والعقاد وغيرهم، بل ان كتابات الامام محمد عبدة ومقالاته نشرت في صحف كانت تصدر في يومية كالاهرام 

وغيرها.

إذًا أنا لا أستبعد ان تكون «الصباح» ذاكرة لكتب ستصدر في المستقبل كلها مقالات نقدية، ودراسات، وأعمدة صحفية وجدت طريقها للنشر في هذه الجريدة.

وهذا بحد ذاته دور مهم في تاريخ هذا المطبوع.