عيد الصّباح وطلبة الإعلام

آراء 2024/05/21
...

  د. علي مولود فاضل

لم توقد جريدة "الصّباح" الشمعة الثانية والعشرين فحسب، بل إنها سلّت أقلام سنة قابلة من أذهان الكتاب بمختلف مشاربهم ورؤاهم ومستوياتهم الثرية لأعداد قابلة، ولا سيّما أنَّ هذه الجريدة تخضع إلى العديد من قواعد الضبط الصّحفي بالمضمون والشّكل، وتحظى بمتابعة حثيثة من قبل هيأة التحرير والتصحيف الدقيق لإدارتها.
بالمقابل نجد نحن- في المجال الأكاديمي- أنَّ هذه الجريدة هي نافذة حقّة لطلبة الإعلام وبخاصّة قسم الصّحافة، حتى لو بدا أنَّ صحافة الورق تراجعت، لكنها تبقى حيّة، معلِّمة، ملهمة، تمنح مهارة لمن يريد أن يبني ثروته الصّحفية وأسلوبه التعبيري في حضرة صاحبة الجلالة.
من زاوية أخرى كان الأجدر أن تولي أقسام الصّحافة الاهتمام الكامل لميلاد هذه الجريدة المعطاء، وأن تجعل هذا اليوم علامة ثابتة في مسار الصّحافة العراقية، وتحديدًا بعدد 2003؛ لأنَّ "الصّباح" وبتعاقب السّادة رؤساء التحرير، وبتغيير العديد من ملاكاتها بقيت محافظة على التوجه المؤسساتي، ومضت بتقديم مادة صحفية جديرة بالقراءة والدراسة والاستفادة في الوقت نفسه.
أكتب هذا، وأنا أشعر بالزهو تجاه هذه الجريدة التي لا تربطني بها أي علاقة شخصية أو مصلحية، سوى القراءة والمفاخرة بما تطرح؛ وهذا دعاني لأن أقدم بكلّ فخر تهنئة باسم قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة سامراء لهذه المؤسسة المرموقة، وأبارك للسيد رئيس التحرير والملاك الصّحفي بمختلف أدوارهم، بهذه المناسبة الغرّاء، وأن أدعو الطلبة إلى المطالعة الدائمة، ومحاولة الكتابة، والتجربة في صحف كهذه ترقى بهم، وتأخذ بأقلامهم إلى التطور والاستفادة مما تقدمه من موضوعات صحفية رصينة تمكنهم من الانخراط في المجال المهني والحرفي المتميز.
ختامًا، ربّما تأخّر هذا النص، ولكني أرسلته بالوقت الذي يحتاج إلى قلة زخم بالمواد المهنئة، ويتناسب مع حث الطلبة والأساتذة-على حد سواء- على إيلاء هذه الجريدة الأهمية القصوى، والمتابعة المُثلى؛ لأنَّ ذلك سيعضد من ثقافتهم، ومهارتهم، ويجعلهم أكثر دراية بما توليه "الصّباح" من أهمية للموضوعات، والأقلام، والتوجهات الأسلوبية في صياغة النصوص الصحفية، وكذلك ضرورة الوعي بالتواريخ المهمة التي تتمتع بها الصّحافة العراقية ومؤسساتها الرصينة، والاحتفاء بها.