إعداد: عبد القادر حداد

تتجه الأنظار في الأول من حزيران المقبل صوب ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانيَّة لندن لمتابعة نهائي دوري أبطال أوروبا بين النادي المصنف بأنه الأفضل في التاريخ والأكثر تتويجاً بالبطولة برصيد (14) لقباً، نادي ريال مدريد الإسباني، والعريق الألماني نادي بوروسيا دورتموند الذي سبق أن حقق البطولة مرة واحدة في تاريخه في العام 1997. وعند المقارنة بين مشوار الفريقين خلال البطولة، فإنَّ النادي الملكي كان قد وقع في مجموعة سهلة نوعاً ما خلال مرحلة المجموعات مقارنة بمجموعة دورتموند، إذ ضمّت مجموعة الريال كلاً من نابولي الإيطالي وسبارتا براغا التشيكي ويونيون برلين الألماني، في حين وصفت مجموعة بوروسيا دورتموند بمجموعة الموت لصعوبتها، حيث ضمت كلاً من باريس سان جرمان الفرنسي وميلان الإيطالي ونيوكاسل الإنكليزي.

صدارة عن جدارة
تصدّر ريال مدريد مجموعته بالعلامة الكاملة برصيد (18) نقطة من ستة انتصارات ذهاباً وإياباً دون أي تعادل أو خسارة، سجّل خلالها الفريق 16 هدفاً واستقبل مرماه 7 أهداف، ليعبر إلى الدور (16) كما كان متوقعاً رفقة نابولي الذي حل ثانياً. بينما لم يكن طريق دورتموند سهلاً، حيث شهدت مجموعته منافسة شرسة استمرت حتى الأسبوع الأخير من مرحلة المجموعات التي أسفرت في النهاية عن تأهله رفقة سان جرمان لدور الستة عشر، وتصدر دورتموند ترتيب المجموعة برصيد (11) نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وخسارة واحدة سجل الفريق خلالها 7 أهداف واستقبل مرماه 4 أهداف.

دور الـ(16) والعلامة الكاملة
أوقعت قرعة الدور الـ(16) الريال بمواجهة لايبزيغ الألماني بينما وقع دورتموند بمواجهة بي إس في أيندهوفن الهولندي، نجح الفريقان باجتياز هذا الدور من دون خسارة، إذ فاز الملكي في الذهاب على لايبزيغ 1 - 0 حمل توقيع لاعبه الدولي المغربي إبراهيم دياز، بينما تعادل في السنتياغو برنابيو 1-1 هدف الريال أحرزه البرازيلي فينيسيوس جونيور وسجل للايبزيغ فيلي أوربان.
من ناحيته تعادل دورتموند في الإياب على ملعب أيندهوفن فيليبس ستاديون 1-1 سجل هدف النادي الألماني مهاجمه دونيل مالين وأحرز لأيندهوفن لوك دي يونغ، وحسم دورتموند في ملعبه “سيغنال ايدونا بارك” تأهله بعد فوزه 0-2 بإمضاء كل من جادون سانشو وماركو رويس.

مواجهات نارية
حملت قرعة دور الـ(8) مواجهات نارية للفريقين، حيث وضعت القرعة الريال مجدداً في مواجهة بطل النسخة السابقة مانشستر سيتي الإنكليزي والتي أحرزها للمرة الأولى في تاريخه عقب فوزه على الريال بالذات في الدور النصف النهائي من النسخة السابقة وهزيمة نادي الإنتر الإيطالي في المباراة النهائية، بينما اصطدم دورتموند بأتلتيكو مدريد الذي أخرج نادي الإنتر من دور الـ (16).
 تواجه الريال والسيتي في دوري الأبطال قبل مباراتهما الأخيرة في دور الـ(8) 9 مرات، فاز السيتي في 4 وخسر 2 وحسم التعادل ثلاثة لقاءات، لتأتي نتيجة اللقاء العاشر في تاريخ مواجهات الفريقين في التشامبيونز ليغ والثالث بينهما توالياً في مراحل خروج المغلوب بعد موسمي 2021 - 2022 و2022 - 2023 لصالح الريال بعد أن أقصى سيتي من دوري الـ(8) بتعادله معه في السنتياغو برنابيو بنتيجة 3-3 وهزمه ذهاباً على الاتحاد استاديوم بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي من اللقاء بنتجية 1-1. سجل للريال في البرنابيو كل من رودريغو وفالفيردي وأحرز مدافع السيتي روبن دياز هدفاً في مرماه لصالح الريال، وقد سجل ثلاثية السيتي نجمه الشاب فودين وبرناردو سيلفا ومدافعه المتميز غفارديول، أمّا هدفا لقاء الذهاب في ستاد الاتحاد فأحرزهما كل من رودريغو للريال وكيفن دبروين للسيتي.  في المقابل لم تقل مواجهة دورتموند وأتلتيكو في دور الـ(8) صعوبة وإثارة عن لقاء مدريد والسيتي، فقد خسر دورتموند في ملعب الميتروبوليتانو بنتيجة 1-2، حملت أهداف المباراة توقيع كل من دي بول وصموئيل لينو لصالح أتلتيكو وسبيستيان هالير لصالح دورتموند. وضرب الأخير في ملعبه أتلتيكو مدريد بأربعة أهداف مقابل هدفين، سجل للنادي الألماني كل من براندت وماتسين وفولكروغ وسابيتزر، وأحرز لأتلتيكو مدافع بوروسيا دورتموند ماتس هوملز خطأ في مرماه ولاعب أتلتيكو أنخيل كوريا. حسم أُسود الفيستفاليا بهذه النتيجة صعوده إلى النصف النهائي وكان فوزه هو الرابع على أتلتيكو بعد أن تواجه الفريقان 7 مرات سابقة في تاريخهما عبر دوري الأبطال، فاز الأسود والأصفر في ثلاث مرات وفاز الفريق المدريدي ثلاث مرات وتعادلا في لقاء واحد.

عمالقة النصف النهائي
إلى جانب ريال ودورتموند، ضم النصف النهائي كلاً من العملاق البافاري بايرن ميونخ الذي في رصيده ست بطولات في مواجهة الريال، والعملاق الفرنسي باريس سان جرمان الطامح لحصد البطولة للمرة الأولى في تاريخه أمام دورتموند. لم تخلُ مباراة الريال والبايرن كسابقاتها من لقاءات الفريقين من الندية والمنافسة، فبعد تعادلهما بهدفين لكل منهما في ملعب البايرن «يانز أرينا» بتسجيل كل من ليروي ساني وهاري كين هدفي البايرن وأحرز فينيسيوس جونيور هدفين للريال، عاد أبناء أنشيلوتي ليقلبوا الطاولة في البرنابيو على كتيبة توخل بريمونتادا مثيرة أصبحت من الثابتات في قاموس الميرنغي، فبعد تأخره بهدف جاء في الدقيقة 72 عن طريق المدافع البافاري ألفونسو ديفيز، عاد الريال ليحسم المواجهة عن طريق مهاجمه خوسيلو الذي نجح بتسجيل هدفين بعد نزوله في الشوط الثاني، في الدقيقتين (87, 90)، ليتأهل الريال إلى المباراة النهائية في ويمبلي بمجموع 3-4 في نتيجة المباراتين. بهذا الفوز وصل النادي الملكي إلى الانتصار رقم 12 في تاريخه على البايرن مقابل 12 للأخير وحسم التعادل 4 مواجهات بين الفريقين، كما أنَّ النادي البافاري لم ينجح في الفوز على الريال في آخر 9 لقاءات، انتهت 7 منها بفوز المدريديين و3 بالتعادل. أما النصف النهائي الآخر الذي جمع بين دورتموند وباريس سان جرمان، فقد انتهى لصالح الأول بمجموع (0-2) كمحصلة لنتيجة مباراتي الذهاب والإياب. فاز دورتموند في ملعبه بنتيجة 1 - 0 بتوقيع نيكلاس فولكروغ، ليذهب بعد ذلك وينتصر خارج ملعبه في ملعب حديقة الأمراء في باريس بالنتيجة نفسها 1 - 0 سجله مدافع الفريق الألماني ماتس هوملز الذي أشاد الجميع بدوره الدفاعي في صد هجمات الباريسيين، كما أنَّ مواجهة الفريقين ذهاباً وإياباً قد حملت سوء حظ وتوفيق كبيرين للـ(psg) بعد ضربهم العارضة بست كرات ثلاث منها إياباً وثلاث ذهاباً.  دورتموند وبهذين الفوزين يكون قد حقق انتصاره الثالث على جرمان في تاريخ مواجهاتهما في دوري الأبطال، مقابل فوزين للنادي الباريسي وتعادل وحيد.


لمن سيبتسم النهائي؟
هل سيبتسم نهائي ويمبلي لأصحاب اللقب الوحيد أسود فيستفاليا بوروسيا دورتموند وذلك بعد مرور سبعة وعشرين عاماً على تحقيق لقبهم الوحيد أم سيكون زيادة لغلة كؤوس مدريد من أغلى البطولات الأوروبية وتأكيداً لاستمرار هيمنة الميرينغي أوروبياً؟؟ هذا ما سيكشف عنه ملعب ويمبلي في عاصمة الضباب لندن التي ستحتضن نهائي الأبطال 2023 - 2024 في الأول من حزيران المقبل.