أ.د.جاسم يونس الحريري
قال السفير السعودي الذي يشغل منصبه منذ عام 2016، إنه اتفق مع محافظ كربلاء على “التحضير لبرنامج تعاون مشترك”. وسيشمل المخطط “توفير فرص عمل للشباب العراقي” في المدينة المقدسة. ويتوقع المراقبون أن زيارة السفير السعودي الى المدينة المقدسة “قد تفتح الطريق في المستقبل لوجود قنصلية سعودية” في المدينة
زارالسفير السعودي في العراق ((عبد العزيز الشمري)) محافظة كربلاء المقدسة ،يوم الاثنين الموافق 13 أيار2024، وهي تعتبر الزيارة الاولى لسفير سعودي معتمد في العراق يقوم بها وسط ترحيب رسمي وشعبي واسعين، المحافظة تضم مرقد الإمام الحسين بن علي وأخيه أبي الفضل العباس((عليهما السلام))، والتي تعتبر مقصداً يأتي إليها سنوياً ملايين الزوار من كل أرجاء العالم.
وكان استقبال السفير الشمري استقبالا رسميا من قبل محافظ كربلاء المهندس نصيف الخطابي، وأعضاء مجلس المحافظة، مشيدين بالرغبة المتبادلة في “التكامل الاقتصادي والسياسي في كافة المجالات”.
حيث جرت جولة مفاوضات بين الطرفين، وأشاد السفير السعودي بالمدينة وأكد حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز العلاقات مع الجمهورية العراقية.
الشمري أشار إلى أن المدينة تشهد نهضة عمرانية وأن البناء فيها يمزج بين الحداثة والعراقة للمدينة.
وبحث المحافظ مع الشمري سبل التعاون في مختلف المجالات، أهمها دخول الشركات الاستثمارية للعمل في المحافظة، كونها تعد المحور الرئيس في عملية تفويج حجاج بيت الله الحرام برا من داخل البلد ومن البلدان الآسيوية.
ووصف الشمري التطور الأخير الذي شهدته المدينة التي تضم أماكن مقدسة بأنه “نهضة حضرية”، وأشاد بالبنية التحتية في كربلاء المقدسة باعتبارها مثالًا للمدينة “الحديثة والمتقدمة”.
وأجمعت أغلب الآراء أن “الزيارة أشاعت أجواء إيجابية واسعة، وأنها خطوة في سياق الانفتاح الذي تمارسه المملكة العربية السعودية على مختلف العراقيين، وتسهم من خلاله في تقريب وجهات النظر”.
وأكدت وسائل الاعلام السعودية أنه من المرجح أن يكون السفير السعودي في مقدمة مستقبلي أولى رحلات الطيران القادمة من الدمام إلى مدينة النجف الاشرف، والتي من المتوقع أن تحمل مجموعة من الزوار السعوديين، بدءاً من الأول من حزيران2024.
وتعدّ الدمام والمناطق المحيطة بها موطنًا للأقلية الشيعية في المملكة. ومن المرجح أن يهدف افتتاح الطريق إلى تسهيل حركة الزيارات الدينية.
وأكد السفير السعودي أن هذا الخط الملاحي الجوي سينضم الى خطي الرياض مع بغداد وأربيل، وأن المستقبل يحمل خطوة فتح خطوط مع مطار البصرة والسليمانية.
وقال السفير السعودي الذي يشغل منصبه منذ عام 2016، إنه اتفق مع محافظ كربلاء على “التحضير لبرنامج تعاون مشترك”.
وسيشمل المخطط “توفير فرص عمل للشباب العراقي” في المدينة المقدسة. ويتوقع المراقبون أن زيارة السفير السعودي الى المدينة المقدسة “قد تفتح الطريق في المستقبل لوجود قنصلية سعودية” في المدينة.
وتؤكد، وسائل إعلام سعودية، أن “خطوات المملكة تأتي ضمن سياق الدبلوماسية العامة، التي تعزز العلاقات الشعبية، الدينية والثقافية والسياحية، وتدفع نحو فتح مجالات تعاونٍ اقتصادي مستقبلي، إضافة لكونها تبعث برسائل سياسية تؤكد مكانة العلاقات السعودية – العراقية، كحجر زاوية في الأمن الإقليمي وتنمية دول الخليج العربي”.
وكانت السعودية قد اسهمت في المشاريع الثنائية البارزة بين الدولتين العراق والسعودية، ومنها اعادة فتح معبر عرعر الحدودي، والجهود المبذولة لدمج المحافظات الجنوبية في العراق في شبكة الكهرباء مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وتبع زيارة السفير السعودي الى مدينة كربلاء المقدسة استقبال رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، يوم الثلاثاء الموافق 14 أيّار 2024 له في قصر بغداد، وأكد السيد الرئيس، خلال اللقاء، ضرورة توطيد أواصر العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً حرص العراق على توسيع آفاق التعاون البنّاء خدمة للمصالح العليا المشتركة.
وأشار إلى الجهود، التي تبذلها المملكة في إدارة موسم الحج، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين لتسهيل الإجراءات الخاصة بالحجاج العراقيين.
من جانبه، أكد السفير الشمري لرئيس الجمهورية أن المملكة تحرص على تهيئة الظروف المناسبة للحجاج العراقيين من سكن وخدمات وبالتعاون مع هيئة الحج والعمرة في العراق.
وأخيرا لا بدَّ من القول إن هذه التطورات في مسار العلاقات العراقية- السعودية يمكن أن تؤسس لعلاقات ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الطرفين، ويمكن أن تنتج اثر ذلك عهدا جديدا للعلاقات الأخوية، مبنية على تحقيق المصالح المشتركة واستفادة العراق من الخبرات السعودية في الطاقة الكهربائية والتكنولوجية الرقمية ومكافحة تغير المناخ في كلا البلدين ومكافحة الإرهاب والسيطرة على الحدود، لمنع الاختراقات الأمنية والقضاء على حركة التنظيمات الإرهابية في الحدود المشتركة بين البلدين الشقيقين عبر التنسيق الامني المشترك، من خلال الوكالات الامنية والاجهزة الاستخبارية لكلا الطرفين.
ونؤكد هنا ضرورة الانفتاح على الاكاديميين العراقيين الخبراء في الشان الخليجي عموما والسعودي خصوصا لأكثر من 25 عاما من قبل صانع القرار العراقي للاستفادة من خبراتهم عبر زجهم في الوفود الرسمية والشعبية العراقية، التي تزور المملكة للتقييم والتحليل واللقاء مع نظرائهم السعوديين سواء في الجامعات او مراكز البحوث السعودية لان الدول تعتمد في بناء العلاقات من الاسفل الى الاعلى وليس العكس، باعتبار أن الحكومات في حالة تغير مستمر كحالة طبيعية في الحياة السياسية، وتبقى الدراسات واللقاءات المشتركة بين الاكاديميين العراقيين والسعوديين القناة المهمة، لتلاقح الأفكار العلمية والاكاديمية لبناء اطر العلاقات وتاشير المخاطر والتهديدات المشتركة العراقية السعودية وتقديمها لصانع القرار.
وما زال الاكاديميون العراقيون المختصون في الشأن الخليجي والسعودي يفتقرون الى استثمارهم، بالرغم من نتاجهم الغزير في تأليف الدراسات والكتب، التي تحلل افاق العلاقات العراقية الخليجية، عموما والعراقية السعودية خصوصا وتقديم التسهيلات لهم في هذا الشان لان حصول مثل هذه الزيارات ستكون العين الثاقبة لتاشير نقاط القوة والضعف في صيرورة العلاقات العراقية السعودية للإسهام في تطوير مسار العلاقات بينهما بشكل علمي وأكاديمي كما تفعل الدول المتقدمة.