الأسود ومُواجهة إندونيسيا

الرياضة 2024/06/06
...

علي حنون

يستأنف منتخبنا الوطني لكرة القدم رحلته في التصفيات القاريَّة المُزدوجة في العاصمة جاكارتا اليوم "الخميس" بلقاء نظيره المُنتخب الإندونيسي في مُقابلة تعني لنا الكثير ولاسيما في حساباتها الأخرى، وتحديداً في الجانب المعنوي، ومع أنها لن تُؤثر في رحلة مُنتخبنا الوطني إلى المرحلة الثانية من التصفيات المُؤهلة لمُونديال 2026 وكاس آسيا 2027، إلا أنَّ الظفر بنقاطها له نشوته وبُعده، لذلك يدرك أسودنا أنهم مُطالبون بتقديم مستوى يُحقق لهم التفوق في هذه المباراة، ولعديد المُعطيات، في طليعتها التقدم في التصنيف العالمي من جانب، ولإثبات كفاءة لاعبينا ونجاحهم في التأهل للمرحلة الثانية، من جانب آخر، خاصة أنَّ منتخبنا الوطني يتفوق على مُضيّفه في عديد النقاط، التي تجعل من فوزنا في اللقاء، حالة غير مُستبعدة ولكن بشرط أن نلعب بفلسفة تنم عن احترامنا لقدرات وإمكانات لاعبي الفريق المُقابل.
وعلينا كذلك في حال وضعنا الفوز نُصبَ أعيننا وعنواناً لرؤيتنا ونتيجة لهذه المُواجهة، أن نُقدم المستوى الفني، الذي يعكس التزامنا وانضباطنا (التكتيكي)، الذي يضعه المدرب الإسباني خيسوس كاساس، وأن نُغلف عطاءنا بحلقات حرص أكبر وتفان، لأنَّ الظفر بنتيجة اللقاء سَيُؤطر رؤانا بفيض من الفواصل الإيجابية. نعم إمكانية إصابة الظفر نظير ما ذكرنا ربما يكون في مُتناول اليد لكن عجائب كرة القدم هي الأخرى حاضرة باستمرار، لذلك علينا كلاعبين أن نلتحف الحرص مع الثقة المُتوازنة جلباباً وأن نضع في حساباتنا أنَّ دافع المنتخب الإندونيسي كبير وهو سَيدخل المباراة بأسلوب يضغط فيه على فريقنا وقد يُرافق أداء لاعبيه سياسة أداء يَعمد فيها لإثارة لاعبينا وإخراجهم من دائرة التركيز.
وإذا كُنا، وبحكم تفوقنا فنياً وتقدمنا في حسابات النتائج، نرى أنَّ مُحصلة المُقابلة لن تذهب بعيداً عن توقعاتنا، فإنه- في ذات الوقت- يتحتم علينا أن نُؤدي المقابلة بأسلوب مُتوازن وأن نَسير على طريقة أداء خاصة بنا دون منح المنتخب الإندونيسي، الفرصة ليأخذنا إلى أسلوبه ويفرض علينا الأداء بالطريقة، التي تجعله يَخطر مرمانا وبالتالي ربما يُسجل وعندها تصبح الأمور أكثر صعوبة طالما أنَّ أصحاب الأرض سيستعينون بجمهورهم، الذي ابتاع كُل بطاقات دخول المباراة منذ اليوم الأول لوصول منتخبنا إلى جاكارتا. لكرة القدم، وكما هو معلوم، رؤية تعتمد فيها على مُعطيات عديدة وهي لا تعترف بحسابات مُسبقة، وهي تدين بالولاء إلى من يُقدم صورة أفضل خلال المباراة اعتماداً على الكيفية، التي يتعاطى فيها مع أحداث المقابلة.
وفي المُقابل، فإنه يَقع على عاتقنا- كشركاء داعمين- سواء كصحفيين أو إعلاميين وحتى نُقاد ومُتابعين، أن نضع كل رؤانا، التي تحمل ملاحظاتنا بشأن التشكيلة أو الأفكار الأخرى، التي تتعلق بسلوكيات فنية، جانباً، ونركن إلى طروحات إيجابية تُعضّد مهمة المنتخب في هذه المُواجهة ومُواجهة البصرة، لأنَّ القضية تتعلق برحلة فريقنا الوطني في استحقاقين هما الأهم، وأنَّ الفوز في مُقابلة اليوم سَيُضفي حالة معنوية كبيرة ويجعل أسودنا يدخلون مباراة فيتنام، التي سَيُضيّفها ملعب البصرة الدولي يوم 11 الحالي، بحالة معنوية كبيرة، وهو أمر مطلوب، ذلك أنَّ التفوق في المُواجهتين سيأتينا بتصنيف أفضل وأيضا يضعنا في خانة التميّز بين مُنتخبات القارة الصفراء.