ميونيخ: أ ف ب

 تأمل ألمانيا التي تستضيف نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم اعتباراً من 14 الحالي، أن تعيش من جديد تجربة 2006 عندما بلغت الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم على أرضها.
لسنوات عدة، في اللاوعي الجماعي الألماني، لا تزال “قصّة الخيال الصيفية” لعام 2006 حاضرة جداً.
هذه القصّة سبقتها نتائج كارثية قبل انطلاق المونديال بنحو 3 أشهر عندما سقط “دي مانشافت” أمام إيطاليا بنتيجة قاسية 1 - 4، لكنها تخطّتها وبلغت نصف نهائي كأس العالم في أجواء احتفالية استمرّت خمسة أسابيع.
كانت هذه البطولة بمثابة نقطة البداية لعقد كامل من التواجد في الدور نصف النهائي لبطولات كبرى، وكانت الذروة في كأس العالم 2014 عندما توّج المنتخب بطلاً للعالم، كما بلغ نصف نهائي كأس العالم أو كأس أوروبا أعوام 2006، 2010، 2012، 2016، ونهائي البطولة القارية عام 2008.
عند توليه قيادة المنتخب الألماني أواخر أيلول 2023، في ظل أزمة عميقة على أثر خروج المنتخب من دور المجموعات في نسختين متتاليتين لنهائيات كأس العالم في روسيا عام 2018 (أسوأ نتيجة في ثمانين عاماً) وقطر 2022، وخسائر بالجملة في مباريات ودية ورسمية، اعتبر المدرب الشاب الجديد يوليان ناغلسمان (36 عاماً) أن السيناريو المثالي لفريقه في النهائيات القارية أن يعيش “قصة الخيال الصيفية الجزء الثاني» .
قبل 18 عاماً، استهل الألمان مشوارهم في كأس العالم على أرضهم بفوز صريح على كوستاريكا 4 - 2 في المباراة الافتتاحية في ميونيخ.
وبعد ثمانية عشر عاماً، سيظل الملعب هو نفسه، أليانتس أرينا (يعتمد الاتحاد القاري تسميته في هذه البطولة “ميونيخ فوتبول أرينا”)، في مواجهة خصم أصعب قليلاً هو أسكتلندا، المتواجدة للمرّة الثانية توالياً في النهائيات القارية، بعد الخروج من الدور الأوّل في النسخة الأخيرة صيف 2021. وتأمل أسكتلندا في تخطي الدور الأول للمرّة الأولى في تاريخها، رغم خسارة مهاجمها ليندون دايكس بسبب الإصابة.
في هذه المجموعة الأولى، يُعد المنتخب الألماني، الطامح للقب قياسي رابع، أبرز المرشّحين لاحتلال الصدارة، لكن يتعيّن عليه الحذر من المجر التي يتألق لاعبوها في أبرز البطولات الأوروبية مثل القائد دومينيك سوبوسلاي الذي انتقل إلى ليفربول الإنكليزي في الصيف الماضي وفرض نفسه أساسياً في التشكيلة بقيادة الألماني يورغن كلوب، قبل أن يتأثر بإصابة تعرّض لها في بداية
عام 2024.