د عدنان لفتة
نهاية سعيدة يتمناها مشجعو فريقي القوة الجوية والشرطة، وهما يخوضان نهائي بطولة الكأس، بطموحات اللقب التاريخي الأول للشرطة في هذه المسابقة، والثنائية الأولى له بعد تجديده إحراز درع الدوري للعام الثالث تواليا.
الجويون لا يريدون لموسمهم أن ينتهي صفريا، فهم يطمحون لتجديد معانقتهم للقب الكأس عاما ثانيا، والفوز باللقب للمرة السابعة، وهم لن يجدوا فرصة لمصالحة مشجعيهم أفضل من هزيمة الشرطة وكسب اللقب الأخير المتبقي هذا الموسم.
صراع كبير على أرض الميدان بين اللاعبين الطامحين للنهاية السعيدة، وهو أمر يتطلب منهم جهودا عالية وتركيزا فائقا وكفاءة متناهية، لتحقيق أحلامهم قبل نهاية الموسم الطويل المنتظر لجولة تتويج الدوري بعد أيام قلائل.
المدرب الجوي رزاق فرحان يبحث عن لقبه الأول كمدرب لفريق جماهيري عريق هو الأحب إلى قلبه، بينما ينشد المدرب المصري الفوز بثنائيته التاريخية بفوز غاب عن الشرطة نحو خمسين عاما، لقب استعصى عليهم طويلا، وسعت خلفه أجيال وأجيال من دون أن تظفر به، رغم المحاولات المتكررة لعقود مضت.
السعادة لفريق واحد فقط هذه الليلة، وهما الأفضل في الموسم الحالي، صراعا على الدوري أو استقطابا للاعبين، أو على مستوى النتائج بحلوها ومرها.
الضغوطات ستكون مشتركة على الفريقين، فالجوية لا يملك سوى هذه الفرصة لإنهاء موسمه بلقب الكأس، ولا يريد الخضوع لوابل الانتقادات والهجمات من أنصاره ومتابعيه. الشرطة يريد تأكيد أنه الفريق الأفضل، والقادر على فرض سيطرته وزعامته للكرة العراقية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي شهدت هيمنة مطلقة على حساب الدوري، منقوصة خالية من التوهج في حسابات الكأس المناقضة له دوما. أمنياتنا أن نجد مباراة قمة حقيقية يرتقي فيها الفريقان إلى الإثارة والرفعة في الأداء، بعيدا عن القمم الباهتة المحبطة للجميع التي جرت مؤخرا، وحظيت باهتمام جماهيري كبير من دون الإمتاع الفني المرتقب. اتحاد الكرة مطالب بأن يصل بتنظيمه لأفضل الصور، ابتداء من عزف النشيد الوطني قبل المباراة، إلى توزيع الجوائز في الختام بشكل منظم، بعيدا عن اقتحام الدخلاء والفوضى على المنصة، وإبعاد كل المظاهر المسلحة لاسيما من حمايات كبار الشخصيات الذين سيحضرون لمشاهدة اليوم الختامي. يمكن للاتحاد أيضا أن يوجه دعوة شرفية لنجوم الفريقين الأبرز على مدى السنوات الطويلة، كأن يكون 20 لاعبا من كل فريق، ويخصص لهم مكانا مميزا في المقصورة إلى جانب الاحتفاء بهم بين شوطي المباراة، ومنحهم ميداليات تقديرية لن تكلف شيئا، لكن صداها المعنوي سيكون كبيرا لنجوم كبار قدموا الكثير لكرتنا ولا يعرف عنهم الجيل الحالي شيئا.
العملية تحتاج إلى جهود رصينة وتعاون بين جميع الجهات بهدوء واحترام متبادل، نتمنى فيه إخلاء الميدان المحيط بساحة اللعب، وتوجيه حماية الملعب بمراقبة الجمهور ومنع أي إساءة تظهر هنا أو هناك. نهائي الكأس فرصة أخرى لإظهار الوجه المشرق لبلدنا، خاصة أننا نتوقع نقل المباراة عبر أكثر من شاشة عربية، فرصة لنبرهن مرة أخرى على العراق المتعافي، المحب، المسالم، العاشق لكرة القدم، فرصة لتأكيد قدراتنا التنظيمية والنجاح فيها بأعلى الدرجات .