أعمالٌ نسويَّة في معرض {أثر حسيني}

اسرة ومجتمع 2024/08/04
...

  ساجدة ناهي 

بتحفة فنية تجذب الأنظار لمشهد من مشاهد واقعة الطف الخالدة، لخيمة السيدة زينب(ع) الحزينة، وقفنا بانبهار نطالع ما جادت به أنامل ايناس محمد ناجي في عملها الفني الرائع الذي يحاكي الواقع الحزين للمأساة الخالدة ليكون واحداً من أعمال فنية رائعة لامست القلوب، وقدمت باحترافية عالية شكلت بمجملها معرض (أثر حسيني) الذي نظم مؤخراً في محافظة بابل.

العمل كان من الطين غير المفخور، زجج بالسيراميك بغية المشاركة في هذا المعرض بوقت قياسي، في ظهور هذا العمل بهذه الطريقة الرائعة وبلمسات بدت أكثر واقعية جسدت مأساة العقيلة عليها السلام برفقة الأطفال والشعور الفريد بالوحدة والحزن العميق بعد نهاية المعركة، ما جذب أنظار رواد المعرض إليه بصورة لم تكن متوقعة. 


مفردات ورموز

موضوع الخيمة في هذا المعرض كان محوراً متميزاً، لتتحول الأنظار إلى عمل فني متكامل آخر من إبداعات النساء المشاركات في هذا المعرض، وهو عمل من أفكار زهراء جليل كريم يجسد الخيمة المحترقة بعد معركة الطف الخالدة محاطة بمفردات عدة ورموز، منها الرسائل المختومة من رؤساء العشائر التي حملت الإمام الحسين عليه السلام للمجيء إلى كربلاء والصحراء والأشواك والقدور الفارغة من الماء والطعام، إضافة إلى القرآن الكريم المفتوح على سورة الكهف التي كانت آخر ما قرأ الإمام الحسين عليه السلام قبل أن يخرج إلى المعركة، وبيت من الشعر لابن العرندس الحلي وهو يقول (أيقتل ظمآناً حسين بكربلا ) حيث أسهم عدد من زملائها في إضافة الأفكار واللمسات الأخيرة، ليخرج العمل بهذه الطريقة الجميلة.  


حافز وأثر

السيد مشتاق طالب حسين، مسؤول شعبة الأشغال اليدوية التابعة لقسم الإعداد والتدريب في المديرية العامة للتربية في محافظة بابل أكد «أن أكثر من عشرين فناناً تشكيلياً شاركوا في (أثر حسيني) وهو المعرض الفني الأول الذي تنظمه الشعبة بالاشتراك مع شعبة الفن الحسيني التابعة للعتبة الحسينية المقدسة التي تشارك لأول مرة في هذا المعرض.

 وسبق لشعبة الأشغال اليدوية والحديث لمسؤول الشعبة أن اشتركت بمعرض خاص في مهرجان تراتيل سجادية بعد أن تلقت دعوة رسمية من قبل العتبة الحسينية المقدسة للاشتراك فيه في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام وكانت هذه الدعوة الكريمة بمثابة الحافز الأساسي لإقامة معرض (أثر حسيني) إذ تم الإعداد له في  وقت قياسي وتم الإنجاز في وقت لا يتجاوز الشهر أو الشهر ونصف الشهر».  


أعمالٌ متنوعة

تنوعت الأعمال الفنية المشاركة في هذا المعرض ما بين الرسم والخط والسيراميك، وأعمال متميزة في فن طي الورق والمعادن والجلود وغيرها من الخامات التي جسدت واقعة الطف والقضية الحسينية في أعمال غاية في الروعة. 

أما الفنانون المشاركون في هذا المعرض فهم مشرفون فنيون، ومن ملاك الدائرة وبسبب قلة عددهم استعانت الشعبة بأعمال معلمين ومدرسين تخصص تربية فنية بصيغة تكليف للعمل بالأشغال اليدوية.

وأضاف مشتاق: أن شعبة الأشغال اليدوية تنظم سنوياً عشر ورش لأعمال متنوعة، منها ورشة السيراميك والمعادن والجلود والحياكة والرسم والخط والنجارة، إضافة إلى طي الورق والمكرميات، كما تنظم الشعبة معارض سنوية لإنتاج هذه الورش. موضحاً أن الوظيفة الأساسية لها هي تدريب المعلمين والمدرسين المتخصصين بالتربية الفنية بواقع أربع دورات تدريبية سنوياً.  

علي راجي ناجي المدير العام للتربية في محافظة بابل قال في كلمته التي خطت على الفولدر الأنيق الخاص بالمعرض، إنه يثمن ويبارك جهود الفنانين الذين خطوا ونقشوا بأناملهم على الورق والخشب والجلود والمعادن باحترافية فنية يدوية وهم يجسدون ويخلدون هذه القضية الكبرى في معرضهم الحسيني الأول الذي نرى فيه أثراً يمنحنا الانتماء العميق لقضية عظيمة.