منازل القمر والبروج والكواكب السبعة في الأزمنة والأمكنة لأبي علي المرزوقي

ثقافة 2024/08/07
...

د. زينب باسل الداغستانيّ

          يتبادر لأذهاننا ونحن نقرأ التراث اللغوي للغويين والنقاد العرب القدامى انغلاقهم على الموضوعات اللغوية، والصرفية، والدلالية والنحوية، والبلاغية، وقضايا الشعر وغير ذلك مما له علاقة وثقى باللغة وحسب؛ إلاّ أنَّ علماء اللغة العرب كانت لهم عناية وثقى بعلم الفلك والنجوم، بسبب من ارتباط الأخير بحياتهم في حلِّهم وترحالهم، مما يؤكد على  أنَّ العربَ كانوا من أوائل الأُمم التي اهتمت بعلم النجوم وإسهاماتهم فيه كثيرة، لا تقلُ أهميةً عن مثيلاته في علوم اللغة، والأدب؛ وإن لم تنل هذه الإسهامات حقها من الاهتمام والعناية.

          أقف اليوم معك أيُّها القارئ على مساهمة عالم من اللغويينَ العرب وهو أبو علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقيُّ المتوفى في ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وأربعمئة للهجرة، الذي تبادر لذهني وأنا أطالع مؤلفاته أنهُ كان مُلِّمًا بقضايا اللغة وشروح الشعر وغيرها من علوم العربية، فكانت قراءتي ضيقة، ونظرتي قاصرة ؛ وها أنا اليوم أصححُ هذه القراءة بعد أكثر من عقد من الزمن من خلال إعادة قراءة كتابه الأزمنة والأمكنة لأعرض للقارئ باباً من كتابه وسمهُ بـ (بابٌ في اشتقاق أسماء المنازل والبروج وصورها وما يأخذ مأْخذها والكواكب السبعة)في عرض مفيد امتزجت فيه المعرفة اللغوية بالمعرفة الفلكية. وأني لأوكدَّ لك أيُّها القارئُ أنَّ الحيرةَ ستتملككَ وأنَّ الدهشةَ ستعتريك متسائلًا، أ وضعَ المرزوقيُّ كتابَه هذا في اللغة أم أنه كان كتاباً في علم الفلك والنجوم، أم معجماً، أم كتاباً في التفسير، أم هو كلُّها ؟.
            بداية الباب: بدأها المرزوقي بذكر منزل العَوّاءُ: (هو المنزل الثالثَ عشَر للقمر)، والعَوَاءُ: يُمد ويقصر، وهي خمسةُ أنْجُمٍ، يُقالُ إنّها وِركُ الأسد (تاج اللغة 6/ 2442 (عوا))، قال عنه: ( (العَوَّاءُ يُمدُّ ويقصرُ، والقصر أجودُ وأكثرُ، وهي خمسةُ كواكب، كأنَها ألفٌ معطوفةُ الذَنب، وأنشد :  فَلمْ يسكنها الجزءَ حتَّى أظلَّها     سحابٌ من العَوَّا وتابتْ غيومُها
          وسُمّيت العَوَّاء: للانعطافِ والالتواء الذي فيها، والعربُ تقولُ: عويْتُ الشيءَ إذا عطفْتُهُ، وعطفْتُ رأسَ الناقةِ إذا لويْتُهُ...، ويجوزُ أنْ يكونَ من عَوى إذا صاح كأنّهُ يعوي في أثر البرد؛ ولهذا سُمِّيت طاردة البرد، ويقولونَ: لا أفعلهُ ما عوى العَوَّاء ولوى اللواء. وقال بعضهم : إنّما سُمِّيت العّوَّاءُ لأنَّها خمسة كواكب كأنَّها خمسة كلابٍ تعوي خلف الأسد ونوؤها ليلة.
       أما السّمّاكُ (فهو المنزل الرابع عشر للقمر)والسِّماكانِ : كوكبانِ نَيِّرانِ ، السِّمَّاك الأعزل  وهو من منازل القمر، والسِّماك الرَّامحُ  وليس من المنازل. ويُقال إنَّهما رجلا الأسدِ (ينظر: تاج اللغة وصحاح العربية 4/ 1592 (سمك))، قال عنهما المرزوقي : فسُمّي (السِّمّاك الأعزل)؛ لأنّهُ السِمّاك الآخر يسمّى رامحاً لكوكبٍ تقدَّمه، يقولون: هو رمحهُنَّ وقيل : سُمّي أعزل؛ لأنَّ القمر لا ينزل به، وقال صاحب كتاب الأنواء (يقصد كتاب الأنواء في مواسم العرب، لابن قتيبة الدينوري (ت276ه)ينزل القمر بهذا دون الرامحِ، وأنشدَ:  فلمَّا استدارَ الفرقدانِ زَجرتُها    وهبَّ سلاحٌ ذو سِمّاكٍ وأعزلِ
        والعربُ يجعلُ السِمّاكيْنِ ساقِيّ الأسد ونوؤه غزيرٌ، لكنَّهُ مذمومٌ وهو أربع ليالٍ؛ وسُمّي سِماكاً ؛ لأنّهُ سَمَكَ إذا ارتفع، وقال
    سيبويه: السَّمّاك أحدُ أعمدة البيت، قال ذو الرُّمة:   كأنَّ رجليهِ سِمّاكانِ من عشر     ثقبان لم ينفشْ عنهما النجبُ

 1
      وبين يدي السِمّاك الأعزل أربعة كواكب على صورة النَّعشِ يُقالُ لها: عرش السِمّاك ويُسمّى الخِباء. وقال بعضهم هو   عرش الثُّريا، يقالُ: بانت عليه ليلة عَرشيّة (ينظر: الأزمنة والأمكنة، ص231).
       أما الغَفْرَةُ (من الغَفْرِ: وهي ثلاثةُ أنجمٍ صغارٍ ينزلها القمرُ وهي من الميزانِ). (تاج اللغة وصحاح العربية 2/ 771 (غفر)، : وهي ثلاثة كواكب بين زباني العقرب وبين السِماك الاعزل خفية على خلفة العّوَّاء. والعربُ تقولُ : خير منزلة في الأبد بين الزّباني والأسد تعني الغَفْرَة، لأنّ السِمّاك عندهم من أعضاء الأسد ...، وقيل سُمّيت الغَفْرَة؛ لأنّها كأنّها ينقص ضوؤها، ويُقال غفرتَ الشيءَ إذا غطَّيتَهُ فيكون على هذا في معنى مفعول، ويقول: شر النتاج ما كان بعد سقوط الغَفْرَةِ، ويعدونَ ليلة نزول القمر به سعدًا، ونوؤهُ ثلاث ليالٍ، وقيل بل نوؤهُ ليلة وأنشد: فلمّا مضى نوءُ الثّريا وأخلفتْ    هوادٍ من الجوزاء و انغمسَ الغُفْرُ
       أما الزُّبانيّ (فهو المنزل السادس عشر للقمر)؛ فقد علل  المرزوقيُّ سبب تسمّيته بهذا الاسم  بقوله: وسُمّي  زُبَاني العقرب وهما قرناها، كوكبان وهو مأخوذٌ من الزَّبْنِ وهو الدَّفعُ، وكلُّ واحدٍ منهما عن صاحبه غير مقارن لها نوؤها ثلاث ليالٍ وتهبُّ معهُ البوارح، وانشدَ: ورفرفَتِ الزَّبانيُّ من بوارحها    هيفٌ أنشَّتْ به الأصناعُ والخبرُ
     أما الإكْلِيلُ (هو شِبْهُ عِصابةٍ تُزيّنُ بالجَوهِر، ويُسمَّى التاجُ إكْلِيلًا. والإكْلِيلُ منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنْجُم مُصْطَفَّة (تاج اللغة 5/ 1812 (كلل)): قال عنها المرزوقيُّ: وهي ثلاثة كواكب مصطفَّة على رأس العقرب؛ ولذلك سُمّيت الإكليل وكأنهُ من التكلُلِ وهو الإحاطَةُ، ومنهُ الكَلالةُ في النسبِ، ونوؤهُ أربعُ ليالٍ، وهو من العقرب. (الأزمنة والأمكنة، ص 231).
  أما كوكبُ القَلب، فهو كوكبٌ أحمرُ نَيِّر سُمِّي القلب؛ لأنهُ في قلب العقرب، وأول النتاج بالبادية عند طلوع العقرب، وطلوع النِّسر الواقعِ ويُسمّيان الهرّاريْنِ لهريرِ الشتاء عند طلوعهما ونوؤها ليلة، (والقلوب)أربعةٌ (قلبُ العقرب)، و (قلب الأسد)، و (قلب الثّور)، و هو الدبران، و (قلب الحوت).
- أما الشَّوْلةَ (المنزل التاسع عشر للقمر)؛ فقد ذكر سبب تسميته  بقوله: وسُمِّيت بذلك لأنّها ذنب العقرب، وذنب العقرب شَايلٌ أبداً، وأهلُ الحجاز يسمّون الشَّوْلةَ الإبرة ...، ومعنى شَال ارتفعَ، ونوؤها ثلاث ليالٍ، وهي كوكبان مضيئانِ.
أما النَّعَايمُ (المنزل العشرين للقمر)،فهي ثمانية كواكب (أربعةٌ منها)في المجرّة تسمّى الواردة ؛ لأنَّها شرعت في المجرّةِ كأنّها تشرب، و (أربعةٌ)خارجةٌ تسمّى الصادرة ؛ وإنّما سُمّيت نعائمُ تشبهاً بالخَشبات التي تكونُ على البئر، أو تحت مظلَّلةِ الرئية فكأنَّها أربعٌ كذا وأربعٌ كذا، ونوؤها ليلةٌ، كما قال الشاعر: لأظلَّ في يدِها إلا نِعامتها    منها حزيمٌ ومنها قائمٌ باقٍ
- البَلْدَةُ: (من منازل القمر وهي ستةُ أنجمٍ من القوس تنزلها الشمسُ في أقصر يومٍ من السنةِ (تاج اللغة وصحاح العربية 2/ 449 (بلد))قال عنها المرزوقي: وهي فرجةٌ بين النَعايم وبين سعد الذّابحِ وهو موضعٌ خالٍ ليس فيه كوكب،
وإنّما سُميت بلدة تشبهاً بالفرجة التي تكونُ بين الحاجبين اللذين هما غير مقرونينِ، ويُقال: رجلٌ أبْلَدُ إذا افترق حاجباهُ، ونوؤها  ثلاث ليالٍ، وقيل ليلةٌ.

 2
- سَعد الذابح، وسُميّ بذلك لكوكبٍ بين يديه ، يُقال هو شاتُهُ التي تّذبحُ ونوؤهُ ليلةٌ.
-  أما سعد بلع؛ فسُمّي بذلك لأنّ الذابح معه كوكب بمنزلة شاته، وهذا لا كوكب معهُ فكأنّهُ قد بلع شاتَهُ. وقال بعضهم: سُمِّي بلع لأنّ صورته صورةُ فمٍ فُتح ليبلع. وقال غيره: بل لأنّه طلعَ حين قال الله تعالى:﴿ يا أرضُ ابلعي ماءَكِ﴾
 (سورة هود، الآية 44)؛ كأنَّ انكشاف ذلك الطَّوَفان في يومه، ونوؤهُ ليلةٌ. (الأزمنة والأمكنة، ص 233).
سعد السُّعود (المنزل الرابع والعشرون للقمر)؛ وسُمّي بذلك لأنّ في وقت طلوعه ابتداء ما يعيشون وتعيشُ مَواشيهم ، ونوؤها ليلة، وقِيل: إنّ السَّعْدَ منها في واحد وهو نهارها، وأنشد: ولكن بنجمِكَ سعد السعودِ         طَبقتْ أرضي غيثاً دَرُورا
     أما سعد الأخبية (المنزل الخامس والعشرون للقمر)؛ وسُمِّي بذلك لكوكب في كواكبها على صورة الخِباء، وقيل لأنّهُ يطلعُ في قبل الدفء فيُخرِج من الهوامِ ما كان مُختبئًا، ونوؤه ليلةٌ، وليس بمحمودٍ.
- أما فرغُ الدلو المُقدّم (المنزل السادس والعشرون للقمر)، ويُقالُ : الأعلى، وبعضهم يقول: عَرقُوةُ الدَّلو العليا وعَرْقُوَة الدَّلو السفلى. وذكر بعضهم : إنّما سُمّي فرغُ الدّلو؛ لأنَّ في وقت الامطار تأتي كثيراً فكأنَّهُ فرغ دلو وهو مصبُ مائها. وقال بعضهم: إنّما سُمِّي بالعَرْقُوة والفرغ تشبهاً بعَرَاقِي الدلو؛ لأنَّها على هيأة الصّليبِ، ونوؤهُ ثلاثُ ليالٍ. وأما فرغُ الدلو المؤخّر (فهو المنزل السابع والعشرون للقمر)، ونوؤه أربع ليالٍ وهو محمودٌ (الأزمنة والأمكنة، ص 233- 234).
- أما الشّرَطان ( المنزل الأول للقمر)؛ وسُمّي بذلك لأنهما كالعلامتينِ أي سقوطهما علامة ابتداء المطر، والشَّرَطُ العلامةُ؛ ولهذا قيل لأصحاب السلطان: الشُّرَطُ لأنهم يلبسون السّوادَ كأنّهم جعلوا لأنفسهم علاماتٍ يُعرفون بها. ويُقال : إنّهما قرنا الحمل، وهُما أولُ نجوم فصل الربيع، ونوؤه ثلاثة أيامٍ وهو محمود غزيرٌ.
- أما البُطَيْنُ (وهو المنزل الثاني للقمر)، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليثِ، كأنّها أثافي؛ وهو بطْنُ الحَمَلِ، وصُغِرَ لأنَّ الحَمَلَ نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَلِ فالشَّرطَان قرناهُ، والبُطَيْنُ بَطْنُهُ، والثّريَّا أَلْيَتُهُ. (تاج اللغة وصحاح العربية 5/ 2080 (بطن))، علل المرزوقي سبب تسميته بقوله: وسُمِّي بذلك لأنّه بطنُ الحَمَل ونوؤهُ ثلاثُ ليالٍ وهو شرُّ الأنواء وأنزرها وقلَّما أصابهم إلَّا أخطأهُم نوء الثُّريَّا.
- الثُّرَيَّا: ( وهو المنزل الثالث للقمر)، قال عنهُ المرزوقي بأنّهُ يُسمَّى النّجْمُ والنَّظْمُ وهو تصغيرُ ثَرْوَى من الكَثرةِ ، وقيلَ: سُمِّيت بذلك لأنَّ مطرَها يُثري، ويُقال: ثَرَى ونوؤها خمس ليالٍ، وهو غيرُ محمود.
- الدَّبَرَانُ: (هو المنزل الرابع للقمر)هو خمسةُ كواكبَ من الثّورِ، يُقالُ إنّها سنامُهُ (تاج اللغة وصحاح العربية 2/ 652 (دبر))، ذكر المرزوقي أنّ له تسمّيات منها
 (التابعُ، والثّاني، والتَّبَعُ، والفَتيق، وحارك النّجم)؛ وسُمِّي الدَّبَرَانُ لأنَّه دُبْرُ الثُّريَّا ، أي صار خلفاً لها...، ونوؤه ثلاث ليالٍ، وقيل ليلة، وهو غير محمود. (الأزمنة والأمكنة، ص234).
- الهَقْعَةُ: (هي المنزل الخامسُ للقمر)، وهي ثلاثةُ أنجُمٍ نَيِّرَةٍ قريبٍ بعضها من بعضٍن وهي رأسُ الجوزاءِ ينزلُها القمرُ) (تاج اللغة وصحاح العربية3/ 1307 (هقع))، قال عنها المرزوقيُّ: وسمّيت بذلك تشبيهًا بهَقْعَة الدّابّة: وهي دائرةٌ تكون على
3
 رجل الفَرس  في جنبٍ، ويُقال فرسٌ مَهْقُوع، وكانوا يتشاءمون بها وهي ثلاثةُ كواكب تُسمَّى رأس الجوزاء، ونوؤه ست ليالٍ، ولا يذكرون نوؤها إلَّا بنوء الجوزاء  وهي غزيرةٌ مذكورة وتسمّى الأثافي ، لأنّها ثلاثةُ صغار متعينةٌ.
- الهَنْعَة: (المنزل السادس للقمر): (الهَنْعَةُ : هي مَنْكِبُ الجوزاء الأيسر، وهي خمسةُ أنْجُمٍ  ينزلها القمرُ. (تاج اللغة وصحاح العربية 3/ 1309)، قال عنها المرزوقي: وهي منكب الجوزاء الأيسر، وسُمِّيت بذلك الأيسر من قولهم: هتعتُ الشيءَ غذا عطفتهُ وثنيْتُ بعضه على بعض فكأنّ كلَّ واحد منهم منعطفٌ على صاحبه، ومنه الهَنْعُ في العُنقِ، وهو التواءٌ، ونوؤها لا يُذكر وهو ثلاثُ ليالٍ إنما يكون في أنواء الجوزاء، ويُقال: سُمِّيت الهَنْعَةُ لتقاصرها من الهَقْعَة والذراع المبسوطة وهي بينهما مِنحطّة عنهما، ويقال: أكمّة هَنْعَاءُ إذا كانت قصيرةً، وتَهَانعَ الطائر الطويل العنق مقاصرةً عن عنقه. (الأزمنة والأمكنة، ص235).
- الذِّرَاعُ: هو ذِرَاعُ الأسد ، وهما كوكبانِ نَيِّرانِ ينزلُها القمر (تاج اللغة وصحاح العربية 3/ 1209 (ذرع)، قال عنه المرزوقي: هو ذراع الأسد وله ذراعانِ مقبوضة ومبسوطة ونوؤها خمس ليال، وقيل ثلاث ليالٍ، وهو أقلُّ أنواءِ الأسد محمود غزير. والمقبوضة هي اليسرى سُمِّيت مقبوضة لتقدّم الاخرى عليها، وهي الجنوبية وبها ينزل القمر وكلُّ صورة من نظم الكواكب، فميامنها مما يلي الشمال، ومياسرها مما يلي الجنوب لأنَّها تطلع بصدورها ناظرة إلى المغارب فالشمالُ على أيمانها، والجنوب  على أيسارها وقد فهم القائل، والنجوم التي تتتابعُ بالليل وقتها ذات اليمين ازورار وإنّما ازورارها على أيمانها إطافةً منها بالقطب (الأزمنة والأمكنة، ص235).
- النَّثْرَةُ: هما كوكبانِ (عند الجوهري)بينهما مقدار شبر، وفيهما لَطْخُ بياضٍ كأنَّهُ قطعة سحابٍ ، وهي أنف الأسدِ ينزلها القمرُ (تاج اللغة وصحاح العربية 2/ 822 (نثر)، قال المرزوقي: النَّثْرةُ: وهي ثلاثة كواكب وسمِّيت النَّثْرَةُ لأنَّها مخْطَةٌ يمخطُها الأسد كأَنَّها قطعة سحاب، يقولون: بسط الأسد ذراعيه  ثٌمَّ نثرَ ويجوزُ أن تكون سُمِّيت بذلك لأنَّها من سحاب قد نُثر، والَّنْثرة الأنف ونوؤها سبع ليالٍ (الأزمنة والأمكنة ص236).
- الطَّرْفُ: هما كوكبانِ يَقْدُمانِ الجَبهةَ، وهما عينا الأسد ينزلهُما القمرُ ( (تاج اللغة4/ 1393 طرف))، قال المرزوقي: سُمّيت بذلك لأنهما عينا الاسد ويُقال : طرف فلانٌ أي رفع طرفَهُ فنظر. قال: إذا ما بدا من آخرِ الليلِ  يطرفُ ونوؤه سبع ليالٍ. (الأزمنة والأمكنة ص 236).
- الجَبْهَةُ:  جَبْهَةُ الأسد، وهي أربعةُ أنْجُمٍ ينزلها القمر (تاج اللغة وصحاح العربية6/ 2230 (جبه).قال المرزوقي: الجَبْهَة: جبهَةُ الاسدِ ونوؤهُ محمود سبع ليالٍ، ويقولون: لولا نوء الجبهة ما كانت للعرب إِبِلٌ.    
- الزُّبْرَةُ: كوكبان ِ نيِّرَانِ وهما كاهلا الأسد ينزلهُما القمر (تاج اللغة وصحاح العربية 2/ 667 (زبر)). قال المرزوقي: الزُّبْرَةُ: زُبْرَةُ الأسد أي كاهلهُ، وقيلَ: زُبْرَتُهٌ شعرهُ الذي يَزْبَئِرُ عند الغضب في قفاه أي ينتعشُ، وهذا ليس بصحيحٍ؛ لأنَّ ازبأرَّ من الرُّباعي ، والزُّبْرَةُ من الثلاثي. وسُمّيت الخراتان من الخَرْتِ (الخَرْتُ: الثَّقْبُ) (تاج اللغة وصحاح العربية 1/ 248 (خرت)، وهو الثَّقْبُ  كأنَّهما تنخرتانِ إلى جوف الأسد ، وهذا غلطٌ لأنَّ رأي العين يدركهما في موضع زُبْرَة الأسد .

 4
 ونوؤها أربع ليالٍ. (الأزمنة والأمكنة ص236).
- الصَّرْفَةُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو نجمٌ واحد نَيِّرٌ بتلقاء الزَّبْرَةِ، يقالُ: إنَّهُ قلبُ الأسد؛ وسُمِّي صَرْفَةُ لانصراف البرد وإقبال الحرِّ (تاج اللغة وصحاح العربية 4/ 1385 (صرف)). قال المرزوقي معللاً سبب تسميته: الصَّرْفَةُ: وسُميت بذلك لأنَّ البردَ ينصرفُ بسقوطها، وقيل: أرادوا صرف الأسد رأسه من قبل ظهره، ويُقالُ: الصَّرْفَةُ ناب الدّهر؛ لأنَّها تَفْتَرُ عن فصل الزمان، وأيام العجوز في نَوْئها، وهو ثلاثُ ليالٍ.
-  وفي فصل (في بيان الكواكب السبعة)قال المرزوقيُّ في أسماء الكواكب ودلالتها في اللغة العربية، بقوله ( (وأمَّا النُّجوم الخُنَّس الجواري الكُنَّس: فمعنى أنَّها تَخنسُ أي ترجع (والخُنَّسُ: الكواكب كلُّها؛ لأنَّها تَخْنُسُ في المَغيبِ أو لأنّها تَخْفى بالنهار (تاج اللغة 3/ 925 (خنس))، ومعنى الكُنَّس أنَّها في بروجها كالوحشِ تأوي إلى كُنَسها، (والكُنَّسُ: الكواكب لأنّها تكنسُ في المغيب. (تاج اللغة 3/972 (كنس))،  وبيّن المرزوقيُّ أنَّها سبعةٌ مع الشَّمس والقمر سيَّارة غير أنَّ بعضها أبطؤُ سيرًا من بعضها، فكلُّ ما كان فوق الشمس فهو أبطَؤُ من الشمس، وما كان دون الشمس فهو أسرع من الشمسِ بينما ترى احدهما آخر البروج  كرَّ راجعاً إلى أفولهِ، ولذلك لا ترى الزُّهَرةَ في وسط السماء أبداً؛ وإنَّما تراها بين يدي الشمس أو خلفها، وذلك أنها أسرعُ من الشمس ، فتستقيم في سيرها حتَّى تتجاوز الشمسَ، وتصيرُ من ورائها، فإذا تباعدت عنها ظهرتْ بالعشاء في المغربِ فتراها حيناً ثم تَكِرُّ راجعةً نحو الشمس حتى تجاوزها فتصير بين يديها، فتَظهرُ حينئذٍ في الشرقِ بالغَدواتِ. وهكذا هي أبداً، فمتى ما ظهرت في المغرب فهي مستقيمةٌ، ومتى ما ظهرت في المشرق فهي راجعةٌ . وكلُّ شيءٍ استمرَّ ثم انقبضَ فقد خَنَسَ، كما أنَّ كُلَّ شيءٍ اسْتترَ فقد كَنسَ.
- زُحَلُ: بيّن المرزوقي اشتقاقه ، بقوله: واشتقاقهُ من زَحَلَ مَزْحَلاً إذا بَعُدَ، ويُقال : زَحَلتِ الناقةُ إذا تباطأت في سيرها وتأخرت وهو معدولٌ عن زَاحِل وزَاحِلٌ معرفةٌ (الأزمنة والأمكنة، ص236- 237).
- المُشتري: بيّن المرزوقيُّ دلالة الاسم، بقوله: وهو من شَرِيَ البرقُ إذا استطاع لمَعاناً، ويُقال: شَرَى، ومنه اسْتَشْرَى غيْظاً، ويقالُ: شَرِيَ يَشْري إذا لَجَّ وتشدَّد ومنهُ سُمِّيت الشُّرَاة لتّشددهم في الدّين. (ينظر: الأزمنة والأمكنة، ص237).
- المِرِّيخُ: قيل إنّهُ من المَرْخِ كأنَّهُ يُوري ناراً، لأنَّ المَرْخَ شجر سريع الوَرْي. ومن أمثالِهم: في كلِّ شجرٍ نارٌ. واسْتَمْجدَ المَرْخُ و العَفَارُ، ويجوزُ أنْ يكون سُمّي به لبُعد مذهبهِ، ومنه المِرِّيخُ : السُّهْم الخفيف لهُ أربع قُذَذ يُغلى به. (الأزمنة والأمكنة ص237).
- الشّمْسُ:  نقل المرزوقي قول الخليل  من أنّ الشمسَ عينُ الضّحِ (ضَحْوَة النهار بعد طلوع الشمس، (تاج اللغة وصحاح العربية 6/ 2406 (ضحا))، وبه سُمّيت مَعاليق القلادِة وقيل: هو من المشامسة، لأنّها نحسٌ في المقارنة، وإن كانت سعداً في النَّظر ومنه شَمَسَ لي فُلانٌ إذا ظهرتْ عداوتُهُ (الأزمنة والأمكنة ص237).
- الزُّهْرةُ: بفتح الهاء من الشيء الزَّاهر، ويكون من الحُسن والبياض جميعاً. والزهورُ تلألؤُ الشمس. ومنه قولهم : زهرتْ بكَ زنادي (الزَّنْدُ: العُودُ الذي يُقدَحُ به النّارُ).

5
- عُطَارِدُ: من الاضطراب ؛ لأنّه في مرأى العينِ كأنُّه يرقص وهو من قولهم : شاء عَطْردٌ أي بعيدٌ وكذلك سَفرٌ عَطْرَّدٌ ، ويجوزُ أن يكون سُمِّي به لأنُّهُ لا يُفارق الشمسَ فكأنّهُ عِدّة لها.
- القمرُ: من القَمِرَة وهي البياضُ، ويقال تَقَمَّرْتُ الشيءَ إذا طلبْتُه في القَمْراءِ. وقيلَ... سُمّي القمرَ (ساهُوراً)لأنُهُ يخسِفُ بالسَّاهرة ، والسَّاهرةُ الأَرض، قـــــــــــال الله تعالى:﴿فإذا هُم بالسَّاهِرةِ﴾) سورة النازعات، الآية 14)، أي أرض القيامة، وذلكَ أنَّ القمرَ خسوفُه بظل الأرض وحجزها بينه وبين الشَّمس. (الأزمنة والأمكنة ص238)