اعداد : اسرة ومجتمع
تبعاً لدراسة جديدة، قد تكون الكوابيس إشارة إلى الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، فالشكوى من الكوابيس والهلاوس النهارية قد تكون علامة تحذيرية على بدء أمراض مثل الذئبة الحمامية الجهازية، وتساعد زيادة الوعي تجاهها من قبل كل من المرضى والأطباء على تحقيق تدبيرات أفضل لأمراض المناعة الذاتية لدى الناس.
واستقصي في الدراسة 676 شخصاً مصاباً بالذئبة، وتمت استشارة 400 مختص، واستجواب 69 شخصاً عن تجاربهم في التعايش مع أمراض المناعة الذاتية الروماتيزمية التي تعد الذئبة من ضمنها، فهي حالة مناعية ذاتية مزمنة قد تسبب ألماً مفصلياً وطفحاً جلدياً وتعباً وإرهاقاً، وليس لها علاج حالياً، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض بالأدوية.
وبعد مناقشات عدة، أظهرت النتائج وجود عارض شائع يعاني منه ثلاثة من بين كل خمسة مرضى في الفترة التي تسبق بدء أعراض الذئبة، وهو النوم المليء بالأحلام، وأبلغ أيضاً عن هلاوس لدى أقل من ربع المرضى، وغالباً ما تكون كوابيس اليقظة المزعجة كمقدمة لذلك.
غالباً ما تتضمن تلك الكوابيس التعرض للهجوم أو المحاصرة أو الاصطدام أو السقوط، وأثبتت تسمية الهلاوس بكوابيس اليقظة أنها خطوة إيجابية، حيث شجعت المرضى على تسجيل أعراضهم بطريقة لا تشعرهم بالعار.
وقال أحد المرضى من إنكلترا: «من المنطقي أكثر أن تقول كوابيس اليقظة بدلاً من الهلاوس، وهي ليست بالضرورة مخيفة، يبدو الأمر كما لو أنك حلمت بحلم وأنت جالس مستيقظاً في الحديقة».
وأضاف: «أنا أرى أشياء مختلفة، فيبدو الأمر وكأنني خرجت من كابوس، تماماً مثلما تستيقظ ولا تستطيع تذكر حلمك. وأنك كنت هناك ولكنك لست هناك وهذا الشعور يثير ارتباكاً شديداً، وأقرب ما يجول بخاطري هو شعوري وكأنني أليس في بلاد العجائب».
واتفق الأطباء المشاركون في الدراسة على أن الكوابيس وأحلام اليقظة قد تكون مفيدة كعلامة إنذار باكرة لبدء أمراض المناعة الذاتية، ما سيجعل المرضى أكثر وعياً تجاه أسباب تلك الأعراض، ويمكننا من العمل معاً للحد من تطور المضاعفات الشديدة لأمراض المناعة الذاتية.
الكوابيس ربما تساعدنا أيضاً في مراقبة حالة مناعية ذاتية خطيرة كالذئبة الحمامية وهي إشارة مهمة لكل من المرضى والأطباء على حد سواء، بأن الأعراض التي ترافق النوم ربما تخبرنا عن اضطراب مرضي وشيك.