مناظراتٌ تفسدُ الود وتعزِّزُ الانقسامات الطائفيَّة

آراء 2024/08/21
...

عمر الفراجي

في السنوات الأخيرة، تصاعدت ظاهرة المناظرات بين شخصيات دينية غير معروفة أو غير معتمدة (شيعية- سنية) على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي.
 هذه المناظرات، التي تبدأ غالبًا بنوايا علمية أو دينية، تنزلق بسرعة إلى تبادل الاتهامات والشتائم، ما يؤدي إلى تعميق الخلافات الطائفية وإثارة التوترات في المجتمعات الإسلامية. تعتمد هذه النقاشات على روايات ضعيفة أو غير مؤكدة، ما يعزز انتشار المعلومات المضللة ويشوه التراث الإسلامي، مسببًا أضرارًا جسيمة للنسيج الاجتماعي ولصورة الإسلام عالميًا. وتكمن خطورة هذه المناظرات في تأثيرها العميق على المجتمع. فهي لا تعزز الانقسامات الطائفية فحسب، بل تسهم أيضًا في زيادة العداء والكراهية بين المسلمين من مختلف الطوائف. ينتج عن ذلك زيادة في التحريض على العنف، خاصة عندما يتم استغلال هذه المنصات لتوجيه دعوات للعنف والتهديد. إضافة إلى ذلك، تؤدي هذه المناظرات إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم، وتعزز الصور النمطية السلبية، مما يزيد من سوء الفهم والتمييز ضد المسلمين. وتتسبب هذه المناظرات أيضًا في أضرار نفسية كبيرة للمشاركين والمشاهدين. فالتوتر والقلق والاكتئاب غالبًا ما يكونون من نتائج هذه النقاشات المشحونة، والتي تؤدي إلى تأجيج مشاعر العداء والانقسام. علاوة على ذلك، فإن اعتماد الروايات الضعيفة والمغلوطة يشوه القيم الإسلامية الأصيلة ويؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي، مما يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التعايش السلمي والحوار البناء بين مختلف الطوائف
الإسلامية.  وللحد من هذه الظاهرة السلبية، ينبغي اتخاذ خطوات حاسمة من خلال تنظيم حملات توعوية تهدف إلى تثقيف الجمهور حول مخاطر المناظرات الطائفية وأهمية الحوار البناء القائم على الفهم المتبادل والاحترام وإدراج برامج تعليمية وتدريبية في المناهج الدراسية تعزز من قيم التسامح والتعايش السلمي بين الطلاب من مختلف الخلفيات الطائفية وتشجيع البحث العلمي في مجال دراسات السلام والتعايش السلمي، ودعم المشاريع البحثية التي تهدف إلى فهم أعمق لأسباب التوترات الطائفية وكيفية معالجتها بفعالية، وتشجيع الحوار البناء بين مختلف الطوائف الإسلامية من خلال منصات مخصصة ومنظمة تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين المسلمين، مع التركيز على القواسم المشتركة بدلاً من الاختلافات وتنظيم ورش عمل وندوات تجمع بين قادة الرأي من مختلف الطوائف، لتبادل الأفكار وبحث سبل التعاون والتعايش السلمي تعزيز الحوار البناء في وسائل الإعلام، من خلال تقديم برامج تثقيفية تسلط الضوء على القواسم المشتركة بين الطوائف المختلفة، وتروج لفكرة الوحدة والتعاون، بدلاً من التركيز على الخلافات والصراعات ومراقبة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، لمنع انتشار المحتوى التحريضي والمسيء، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين من خلال الدور الرقابية لتلك المنصات من قبل وزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات، وحجبها عن متناول المواطن العراقي، إذا لزم الأمر وتطبيق بحقها أحكام المادة 200 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، والتي تعاقب بالسجن أو الحبس كل من حبذ أو روج لما يثير النعرات الطائفية أو حرض على النزاع بين الطوائف.