بغداد: حسين ثغب 

توظيف الإيرادات النفطيَّة في تحقيق تنمية اقتصاديَّة فاعلة مثّل محور نقاش خبراء الاقتصاد المشاركين في ورشة مناقشة تقارير تقييم أداء هيئة الشفافية في الصناعات الاستخراجية، إذ ركّز الحضور على مدى مساهمة الإيرادات النفطية في تحقيق تنمية مستدامة توفر الحياة الكريمة للمجتمع وتسهم بفاعلية في القضاء على الفقر، كما أنَّ دوافع إصدار هذه التقارير تأتي من كون العراق ثالث أغنى بلد في العالم من حيث الثروات الطبيعية الوفيرة. 

خبير الشأن النفطي د. علي نعمة قال: إنَّ العراق انضم إلى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية من العام 2011 وأصدر 13 تقريراً وفي طور الإنجاز التقرير رقم 14، لافتاً إلى أنَّ المبادرة تطوّرت عما كانت عليه وباتت تركز على أين توظف العائدات؟ وكم مبالغها؟ وأين تم بيع كميات النفط والأسعار، فضلا عن العقود وكيف تنظم؟.

وأشار إلى أنَّ التقرير الذي يصدر غاية في الأهمية كونه يحتوي معلومات دقيقة عن جميع مفاصل هذا القطاع، وعمليات بيع النفط من سومو وشركة توزيع المنتجات النفطية، كما يتضمّن التقرير كميات الإنتاج حسب كل شركة ومعدّل سعر التصدير في أوروبا وأميركا وآسيا وكيف تحصل المقارنة في الأسعار؟.

ولفت نعمة إلى أنَّ موضوع المنافع الاجتماعية للشركات النفطية تجاه المجتمعات المحلية شهد تطوراً في هذا المفصل وباتت (المنافع) توجّه إلى قطاعات تخدم تلك المناطق بشكل حقيقي، وترفع من مستوى الخدمات التي تقدّم إلى المجتمع المحلي وتجعله يلمس وجود دعم حقيقي.

المختص بشؤون الشفافية في الصناعات الاستخراجية عدنان بهية قال: إنَّ الهدف الأساس في إعداد تقارير الشفافية في الصناعات الاستخراجية يأتي لبيان مدى مساهمة الثروة النفطية في إحداث تنمية حقيقية مستدامة.

وأشار إلى أنَّ دوافع إصدار هذه التقارير تأتي من كون العراق ثالث أغنى بلد في العالم من حيث الثروات الطبيعية الوفيرة التي لم تعكس تأثيرها الإيجابي في المجتمع والاقتصاد بشكل عام، بل نجد نسب فقر في البلاد متفاوتة بين محافظة وأخرى وهذا لم يكن من المفروض أن يحدث في بلد مثل العراق، حيث نجد نسب فقر في محافظة البصرة تصل إلى ‎% ‎15 وفي كردستان ‎%‎‎ 6 وفي محافظات أخرى تتجاوز ‎% ‎30 رغم وجود حجم ثروات كبير في العراق.

وشدّد بهية على ضرورة أن توظف الإيرادات المالية في التنمية الحقيقية التي تسهم في رفع نسبة الناتج القومي ولا نذهب إلى الإيرادات السهلة التي تأتي عن طريق الضرائب ورفع نسبها أو خبرها من هذا الشكل الإيرادي، مبيناً أنَّ العراق بلد قادر على أن ينهض بقوة ويخلق تنمية مستدامة حقيقية وأنَّ هذا الأمر يحتاج إلى إرادة حقيقية فاعلة.

وذكر بهية أنَّ مهمة وجود هيئة الشفافية تذهب باتجاه توضيح مسارات الإيرادات المالية، إذ لا يمكن أن يكون العراق دولة غنية بموارده ويعاني تراجعاً اقتصادياً في كثير من مفاصل الاقتصاد.

ويرى بهية ضرورة العمل على التوجه الحقيقي صوب التنمية المستدامة من خلال التوجه الجاد وبشكل مرحلي للقطاعات التي تتوفر فيها مقومات البدء بالنهوض، حيث توجد في العراق ثروات طبيعية وبشرية يمكن أن توظف بالشكل الذي يخلق أعلى درجات المنفعة.