اللوازم المدرسيَّة وحديث ذو شجون

اسرة ومجتمع 2024/09/01
...

  سعاد البياتي 

في كل عام دراسي جديد، تزدحم الأسواق والمراكز التجارية بأولياء الأمور للتبضع بكل مستلزمات الدوام المدرسي، وفي هذا العام بدأت التحضيرات مبكراً لشراء ما يلزم التلاميذ من قرطاسية ولوازم مدرسية وملابس وأشياء أخرى.

ورغم فرحة الأولاد بهذا الحدث ومسرة التبضع لهم، إلا أن ذويهم عدوا هذه الفترة من أصعب الفترات التي ترهق الأسر مادياً، ما يعد الأمر معقداً، لا سيما أن المناسبات تتكرر وتتوالى واحدة بعد الأخرى وكل موسم من المواسم عليهم شراء احتياجاته الخاصة والضرورية.

من هنا كان لصفحة «أسرة ومجتمع» أن تتواجد في أماكن بيع المستلزمات المدرسية للقاء الأسر وأبنائها الطلبة.

تقول أم مصعب : موسم المدارس يعد إرهاقاً للأسرة، لا سيما الأسر التي تتبضع لأكثر من ثلاثة تلاميذ في المراحل الابتدائية، ففي بداية كل عام دراسي يتأخر توزيع القرطاسية والدفاتر في المدارس، ما يضطرنا إلى شرائها بمبالغ باهظة، وهذه الحالة ليست بالجديدة والطارئة على مجتمعنا، ففي كل عام دراسي نستعد لذلك، ونبدأ بتوفير أغلب الاحتياجات حتى وإن كانت حاجات بسيطة لا تكلف مبالغ كبيرة، ونضطر أحياناً أخرى إلى اللجوء للتوفير الشهري على مدى العام لتلافي الإحراجات أو الإشكالات في عدم إمكانية الشراء لشح السيولة المالية.


الضروريات أولاً

وعلقت فوزية كريم، وهي أم لتلميذين بالقول «إن أغلب الأسر تلجأ في موسم المدارس إلى التبضع للعام الدراسي من مراكز التخفيض والعروض الخاصة، والتي تبيع بالجملة (كالسناتر والمجمعات وشارع المتنبي) والأخير يعد المركز الرئيس لشراء القرطاسية بأسعار جيدة، إلا أنه في الآونة الأخيرة وحسب قولها، فإن الأسعار لم تعد هي ذاتها بل زادت عن ذي قبل، لا سيما في بداية العام، وإقبال المواطن على اقتناء القرطاسية، لذا ومن باب الحرص نسعى إلى شراء الضروريات أولاً ومن ثم نعاود بعد فترة اقتناء الباقي مع قناعة الأبناء بذلك، فالمواسم تتوالى، الأعياد والمدارس وغيرها من المناسبات الاجتماعية تتطلب التجديد والشراء، حسب المناسبة والموسم».


لوازمُ فاخرة

فترة العودة إلى المدارس تؤرق أولياء الأمور، هذا ما ابتدأ به الحديث محمد مرتضى، وهو أب لأربعة أولاد جميعهم في مراحل مختلفة من الدراسة، مضيفاً أن أولاده يطالبونه بشراء لوازم مدرسية من النوع الفاخر الذي تكون أسعاره باهظة نوعاً ما، لذلك يعد هذا السلوك مرهقاً مادياً للأسرة التي ترضخ لمتطلبات الأبناء، لا سيما حينما يكون الابن في المرحلة الثانوية والتي تتطلب لوازم وملابس من النوع الجيد ومن الماركات المعروفة. وهذه القضية باتت سنوية كل عام تتجدد بشكل أكبر وأوسع من السابق، لذا يضيف مرتضى: إلا أن هذا التصرف قد يثير في أحيان كثيرة المشكلات بينه وبين زوجته التي تحاول إرضاء أبنائها، وتقف عند متطلباتهم حتى وإن لجؤوا إلى السلف وغيرها مما يوفر المطلوب. 


قرطاسيَّة مستوردة

ومن حديث الأسر إلى صاحب المكتبة الذي وفر المستلزمات الدراسية والقرطاسية مبكراً، إذ يرى أن أسعار الدفاتر واللوازم المدرسية تزداد حسب السوق والاستيراد، لافتاً إلى أنه يستورد القرطاسية من النوع الجيد، وذات الجودة العالية، وهذا ما يحول الأسعار ويرفعها، فالمدارس لا توزع القرطاسية بموعدها في بداية العام الدراسي، ما يدعو أولياء الأمور إلى اللجوء إلى الشراء التجاري من المحال أو المراكز التجارية، فضلاً عن أن أرباحنا جداً طفيفة في هذا المجال، مضيفاً أن المولات والأسواق طرحت هذا الموسم ومبكراً القرطاسية بشكل كبير وبأسعار جيدة ومناسبة، ليتسنى للأسر أن توفر المستلزمات لطلبتها من منافذ عدة وبسيطة.


 مغرٍ ولافت

وبهذا الصدد أوضحت الباحثة الاجتماعية لمى المدرس أنه «مع كل عام دراسي تبرز هذه القضية بشكل كبير، ما يتطلب من الأسر أن تضع برنامجاً مالياً طوال العام لتذوب مشكلة الصرف والعجز المالي لديها، يعني بإمكان كل ربة بيت أن توفر من المصروف أو الراتب الشهري ما يجعله مؤمناً لذلك، لتسهل العملية عليهم، وتبدد كل ما يشكل عبئاً عليهم، وفي الحالة الثانية أن تتبضع من القرطاسية التي تسد الحاجة من دون تبذير وشراء ما يفوق المطلوب، فكل ما يطرح في السوق مغرٍ ولافت، لذا تحاول الأسرة أن تقنن ذلك بعقلانية وهدوء لتتجنب العبث والعشوائية في التسوق، وبذلك توفر الوقت والمال والراحة النفسية.