سُرَّ من رأى في بغداد

الصفحة الاخيرة 2024/09/02
...

عبد الهادي مهودر

سرّني كثيراً رؤيته بحيويته التي عهدناها وبوجهه النظر ومايبدو عليه من صحة وعافية ونشاط وكأنه عاد عشر سنوات إلى الوراء، منتقياً ملابسه وخاتمه بألوان تشبه زرقة عينيه، ومن حديثه عن سرِ هذا التغيير السار، علِمنا أن ابناً باراً قرر أن يتصرّف في اللحظة المناسبة، وغيّر مجرى حياته بل أعاده إلى الحياة ووضع حداً للإسراف في الكحول الذي يفضي إلى الإدمان، لكنه عاد أفضل مما كان وعُدنا لنلتقي عنده خفافاً لا ثقالاً وعابري سبيل من متجره "الأنتيك" المبعثر سابقاً والمرتّب حالياً، نحو شارع المتنبي، وكل ماحصل عدة محاضرات وإرشادات وجلسات علاج ومراقبة صحية صارمة واِنتهى كل شيء بنجاح، وما بعث فينا السرور أكثر هو ماسمعناه منه عن المستشفى "الذي افتتحه السوداني في قناة الجيش"، على حد تعبيره، ويقصد مركز القناة للتأهيل الاجتماعي في بغداد الذي افتتحه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العام الماضي لتقديم العلاج والخدمات النفسية والاجتماعية لضحايا الإدمان والمخدرات، إلى جانب مراكز مماثلة أخرى، وقد أعيد تأهيل هذا المركز الرئيسي وتم تحويله من معالجة المصابين بوباء كورونا إلى وظيفة أكثر خطورة وأهمية وهي معالجة حالات الإدمان والمخدرات التي باتت تفتك بالمجتمع وتدمّر الكثير من الأسر العراقية بمستوى مقلق للغاية وغير مسبوق، وعلى الرغم من فضاعة المآسي الاجتماعية تحت سقف هذا المستشفى لكن يد الرحمة التي تعمل هنا بصمت تستحق كلمات الشكر لأنها تبعث الأمل وتحيي النفوس، وتسرّ السامعين والناظرين.