بغداد: شكران الفتلاوي
في إطار الجهود المستمرَّة للبنك المركزي العراقي، لإيجاد تفاهمات مثمرة مع الولايات المتحدة الأميركية، بشأن عمليات التحويل الخارجي وحماية النظام المصرفي العراقي من العقوبات، أجرى وفد من البنك المركزي مباحثات مكثفة في نيويورك.
وتضمّنت المباحثات توسيع شبكة المصارف الدولية المراسلة وتأهيل المصارف العراقية لتلبية المتطلبات اللازمة لفتح حساباتها مع البنوك الدولية المراسلة، بهدف تمكينها من إنجاز تعاملاتها المالية سواء من خلال التحويلات الخارجية بعملة الدولار الأميركي أو العملات الأجنبية الأخرى.
ووصف خبراء في الشأن المالي والمصرفي الزيارة «بالمثمرة»، في ظل رضا الشركاء الدوليين عن مسار عمل البنك المركزي خلال الفترة الماضية، ومتابعة الحوالات المالية.
ويرى الخبير الاقتصادي نبيل جبار التميمي لـ» الصباح» أنَّ زيارة البنك العراقي إلى الولايات المتحدة الأميركية تضمنت إلغاء المنصة في نهاية العام الحالي فضلاً عن العمل على البدء بإجراء الحوالات للمصارف الخاصة مع البنوك الكبيرة.
وأضاف أنَّ «هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها»، موضحاً أنَّ تلك التفاهمات تمنح النظام المصرفي العراقي فرصة لإجراء تغييرات وتحسينات مصرفية، تمكن العراق من تهيئة الظروف والقدرات للاندماج مع النظام المصرفي العالمي.
ويجري وفد من البنك المركزي بقيادة المحافظ علي العلاق وعدد من المديرين العامين، زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، منذ 26 من الشهر الحالي، لمناقشة تطورات القطاع المصرفي وتقييد استخدام الدولار المفروض على عدد كبير من المصارف الخاصة.
من جانبه قال الخبير المالي والمصرفي مصطفى أكرم حنتوش في تصريح لـ»الصباح»: إنَّ المناقشات تضمنت تصحيح أوضاع المصارف العراقية المعاقبة، والعمل على فتح حسابات مع مصارف مراسلة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أنَّ التفاهمات تضمنت أيضاً إجراء عمليات التحويل الخارجي من خلال 13 مصرفاً عراقياً عبر آليات تنظيم تشمل التعامل بعملات اليورو، اليوان الصيني، الروبية الهندية، والدرهم الإماراتي.
وأعلن البنك المركزي في بيان صدر السبت الماضي أنَّ وفداً تفاوضياً أجرى سلسلة من الاجتماعات المكثفة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وشملت مباحثات مع وزارة الخزانة الأميركية والبنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى لقاءات مع مجموعة من الشركات (Visa، Mastercard وMoneyGram) فضلاً عن مصرفي (Citi Bank و JP Morgan) وكذلك شركات التدقيق الدولية (KPMG ، E&Y، K2i وOliver Wyman).)
وأضاف أنَّ المشاركين في الاجتماعات أشادوا بالتحولات الكبيرة التي أنجزها البنك المركزي العراقي، والتي تمثل إنجازاً غير مسبوق على مستوى البلاد، إذ حقق البنك تقدماً ملحوظاً في إجراءات الرقابة على التحويلات الخارجية وعمليات البيع النقدي لعملة الدولار الأميركي، مما أدى إلى تحسين الأنظمة والسياسات والإجراءات وفقاً للمعايير الدولية والمحلية، معززاً الشفافية في تغطية التجارة الخارجية وتوفير حماية للقطاع المصرفي والمالي من مخاطر عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم المالية.
وأعلن البنك المركزي في البيان عن لقاء سيتم بين مسؤولي البنك المركزي العراقي مع شركائه الدوليين بنهاية هذا العام بشأن التحول الكبير في إنهاء العمل بالمنصة الإلكترونية للتحويلات الخارجية واستبدالها بالعلاقات المصرفية المباشرة بين المصارف العراقية وشبكة المصارف المراسلة الدولية، وفقاً للخطة التي وضعت من قبل هذا البنك، والمعمول بها دولياً ما سيتيح للبنك المركزي العراقي والبنك الاحتياطي الفيدرالي ممارسة أدوارهم الرقابية بعيداً عن الإجراءات التنفيذية.
وأوضح أنه سيكون لهذا التحول انعكاسات مهمة في استقرار وانسيابية وشفافية عمليات تمويل التجارة الخارجية للبلد، مشيراً إلى أنه يهدف لتحقيق الاستقرار المطلوب في أسعار الصرف والذي سيؤدي بدوره إلى تعزيز كفاءة النظام المالي في العراق.
وذكر البنك المركزي أنَّ الاجتماعات في مدينة نيويورك تناولت أيضاً آليات توسيع شبكة المصارف الدولية المراسلة وتأهيل المصارف العراقية لتلبية المتطلبات اللازمة لفتح حساباتها مع البنوك الدولية المراسلة، بهدف تمكينها من إنجاز تعاملاتها المالية سواء من خلال التحويلات الخارجية بعملة الدولار الأميركي أو العملات الأجنبية الأخرى.