بغداد: شكران الفتلاوي
توقع خبراء في الشأن الاقتصادي أن تسجّل أسعار الذهب في الأسواق المحليَّة مزيداً من الارتفاع في ظلِّ الركود الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرين إلى أنَّ بعض البنوك المركزيَّة رفعت احتياطيها من الذهب.
وشهدت الأسواق المحلية منذ أشهر ارتفاعاً تدريجياً في أسعار الذهب، إذ تجاوز سعر المثقال حاجز 525 ألف دينار.
ويرى الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي لـ”الصباح”، أنَّ “الارتفاع الكبير الذي يحصل منذ شهور عدة في أسعار الذهب، غير اعتيادي وهو الأكبر منذ ما يقارب خمسين عاماً، يقابل ذلك طلب متزايد على المعدن النفيس في الأسواق المحلية.
وأضاف أنَّ “هذا الارتفاع يعود لشبح الركود الاقتصادي المهيمن في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، إضافة إلى التوقعات بتخفيض سعر الفائدة الأميركية، كونه يدفع حائزي الدولار إلى الابتعاد عن إيداع دولاراتهم في المصارف، والابتعاد كذلك عن الاستثمار في الأسهم، التي هي الأخرى شهدت تراجعاً أيضاً”، مشيراً إلى أنَّ “المستثمرين والمضاربين يبحثون عن ملاذ آمن كالمعدن النفيس”.
وتابع المرسومي أنَّ “البنوك المركزية العالمية اتجهت لشراء الذهب”، موضحاً أنَّ “البنك المركزي الصيني اشترى خلال سنة واحدة فقط أكثر من 1000 ومئتي طن، وهو طلب كبير أدى لاحقاً إلى ارتفاع في أسعار الذهب ومن المرشح صعوده في الأيام المقبلة”.
من جانبه، عدَّ الباحث في الشأن الاقتصادي، عماد المحمداوي، في حديث لـ”الصباح” التوقعات المتشائمة للأسواق العالمية، أحد الأسباب المهمة في الارتفاعات القياسية للمعدن النفيس، وذلك من خلال السعي غير المبرر للحصول على الحماية من التضخم المتوقع عالمياً.
وأضاف أنَّ “العامل الآخر المتمثل بأخذ الاحتياطات، من شبح الركود الاقتصادي العالمي، دفع إلى شراء كميات كبيرة جداً في الأشهر الماضية، وهذه الحمّى وغيرها من المخاوف الجيوسياسية دفعت بالمعدن إلى الارتفاع بشكل غير مسبوق منذ عشرات السنين”.