عبد الهادي مهودر
لاتذهب بعيداً بخيالك وتحليلاتك السياسية عن هذه النسبة المئوية ، فهي ليست حصة جهة ما من الموازنة العامة او من الكعكة التي تتصارع عليها الأفيال ويتضرر العشب والشعب، وهذه هي نسبة متعاطي المخدرات من فئة الشباب حصراً في المناطق الفقيرة بين أعمار 15 إلى 30 سنة، وبإمكانك أن تقول يا للهول وتضرب على رأسك وترفع كفيك إلى السماء عن سوء فعل أهل الأرض، وهي النسبة الأهم بكثير مما يشغل الناس ويملأ دنيا الأخبار والمتحاورين في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح لدينا عشرات الآلاف من تجار المخدرات بينهم 43 ألف تاجر وحائز مخدرات ألقي القبض عليهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة منهم 150 تاجرا اجنبيا و 230 شبكة من ضمنها 27 شبكة دولية، وضبط وإتلاف ملايين الحبوب المخدرة، ووزارة الداخلية ممثلةّ بالمديرية العامة لشؤون المخدرات مشكورة، وكانت خلال سنوات ماضية تحصي أعداد ضحايا المفخخات اليومية، وعملها الإحصائي والإجرائي في حرب المخدرات اليوم بحاجة إلى مشاركة جماعيّة وحشد وطني وجلسات طارئة، وإلى منابر وخْطب تقدم الأهم والأخطر على الأقل خطورة وأهمية، وإلى ترك التفاهات وفق الملابس الداخلية والإلتفات إلى هذه الحرب الفتاكة، وإلى إعلام مسؤول يكتشف كارثة القرن ويفتح الحوار والنار على فساد طرق الوقاية، والمؤكد في هذه الحصيلة الفاجعة أن حاجة المجتمع إلى مصحات لتأهيل المدمنين
على المخدرات أكثر من حاجته إلى الكليات الأهلية، لكن هل سمعتم بافتتاح مصحات أهلية لوجه الله تعالى؟