استثمار الموقع الجغرافي للبلاد منطلق لتحقيق التنمية المستدامة

اقتصادية 2024/09/09
...

 بغداد: حسين ثغب

تتعالى الأصوات المطالبة باستثمار الموقع الجغرافي للعراق الذي من خلاله يتمّ خلق تنمية اقتصاديَّة حقيقيَّة مستدامة تنهض بالقدرات الماليَّة للبلاد وتحفظ حقوق الأجيال المقبلة، ويكون العراق قبلة حقيقية للشركات العالمية في جميع التخصصات، وبذلك نخلق مركزاً اقتصادياً عالمياً يحقق الفائدة للبلاد وجميع الشركات المتواجدة على أراضيه ويحقق تكاملاً حقيقياً مع كبريات الاقتصادات العالمية.

رئيس صندوق العراق للتنمية محمد النجار قال في تصريح لـ»الصباح»: إنَّ الموقع الجغرافي للعراق مميز بين دول العالم ويمكن أن يكون منطلقاً للاقتصاد العالمي بين شرق وغرب العالم، إذ يتمتع العراق بموقع يعد الأهم لكثير من شركات العالم المتخصصة في صناعات محددة لا يتطلب إنتاجها وقتاً طويلاً لنقل المنتج، الأمر الذي يجعلها تختار العراق منطلقاً لصناعتها.

وبيّن أنَّ الحكومة تعطي هذا الموضوع الاهتمام المطلوب، كونه منطلقاً لحياة اقتصادية جديدة تضمن وضع قطار الاقتصاد على سكة التنمية وهذه تعد أولى محطات البناء الحقيقي للاقتصاد الوطني. ولفت إلى أنَّ طريق التنمية يمثل أحد أهم مشاريع الإفادة من موقع العراق الجغرافي ويكون مكملاً لفكرة أن تكون البلاد مركزاً صناعياً تجارياً عالمياً يخدم دول المنطقة والعالم.

عضو منتدى بغداد الاقتصادي جاسم العرادي أشار إلى أنَّ الجهات المعنية في البلاد مطالبة بالعمل على الاهتمام الجاد في استثمار الموقع الجغرافي للعراق، والذي يجب أن يخطط له من اليوم ويكون محط اهتمام حقيقي، كون هذه الهبة الربانية يجب أن تكون من أولويات الحكومة، وتكون منطلقاً حقيقياً للتنمية المستدامة.

وشدّد على ضرورة تشكيل فريق عمل متخصص من جهات عدّة يرتبط بأعلى سلطة تكون مهمته التواصل مع الشركات العالمية المتخصصة ودخول مفاوضات معها للوقوف على متطلبات عملها وتهيئة البيئة الجاذبة لها، والاتفاق على صيغ العمل المستقبلية وكيف تكون وبالشكل الذي يحقق المنفعة لجميع الأطراف دون استثناء، بل ويكون منطلقاً لمرحلة تنموية كبرى تخدم العراق ودول المنطقة عموماً.

يذكر أنَّ الخبير الاقتصادي فائق عبد الرسول أكد ضرورة استثمار موقع العراق الجغرافي على خارطة العالم من خلال بناء الميناء العميق وربطه بشبكة سكك حديد مع الموانئ الأخرى، لافتاً إلى أهمية العمل بهذا الاتجاه سريعاً وعدم التباطؤ.

عبد الرسول أشار في تصريح لـ (الصباح) إلى أهمية دعوة شركات عالمية متخصصة لإدارة هذه الموانئ وتقديم خدمات بمستوى دولي لتحقيق الجدوى الاقتصادية، مشيراً إلى أنَّ التجارة العالمية من اليابان والهند والصين وكذلك إيران وغيرها من الدول تمر إما عن طريق قناة السويس إلى جنوب أوروبا أو عن طريق رأس الرجاء الصالح وهذا يتطلب وقتاً طويلاً أما عن طريق العراق فيتم اختصار الوقت والمسافة وهذا يقود التجارة الدولية صوب البلد.

وبيّن أنه عند استثمار الموقع الجغرافي للبلد فإنَّ ذلك يقود ذلك إلى خلق موارد مالية مستدامة، حيث ستصل التجارة العالمية عبر البواخر وتنتقل حمولاتها عن طريق شبكة قطارات تنفذ لهذا الغرض لإتمام نقل التجارة العالمية بأسرع وقت بين قطبي العالم.