استضافت السفارة العراقية في القاهرة امسية ثقافية اقامها الصالون الثقافي العربي بعنوان (التنوع الثقافي والهوية الوطنية ) بحضور نخبة من السفراء والمثقفين العرب وعدد من اعضاء مجلس النواب العراقي واعضاء من هيئة الاعلام والاتصال .
وافتتح الامسية الدكتور قيس العزاوي الامين العام المساعد في الجامعة العربية وامين عام الصالون بكلمة رحب فيها بالحضور وتكلم عن تاريخ تأسيس الصالون الثقافي العربي في مصر وشكر السفير احمد الدليمي سفير العراق بمصر ومندوبه الدائم بالجامعة العربية لاتاحة الفرصة للصالون مجددا لعقد ندواته في السفارة، وقال العزاوي عن موضوع الامسية: انني لاحظت انه عندما يتعلق الامر بالمجتمعات الغربية نقول تنوعا الثقافي وعندما يتعلق الامر بمجتمعاتنا العربية نقول تعداد ثقافيا وهذا مقصود لكون التعدد يعني مكونات اي المحاصصة وضياع الهوية الوطنية وقيام التعدد على اساس التكتل العصبوي حول الجنس او المذهب او الدين او القومية وفي فرنسا مثلا كنا نقول التعدد الثقافي لكن بعد ان اصبح الاسلام له دور في المجتمع الفرنسي اصبحنا نقول التنوع الثقافي وعلى العكس من هذا في المجتمع الالماني الخارج من النازية الذي خرج بفكرة التنوع الثقافي.
من جانبه قال السفير احمد الدليمي :إن التنوع الثقافي مهم جدا وضروري وهو موجود في جميع البلدان ولاسيما في العراق إذ لدينا اكثر من لغة واكثر من ديانة وجميعها متقاربة ومتعايشة في العراق مشيرا بهذه المناسبة الى تطور العلاقات العراقية المصرية وتطورها في الاونة الاخيرة خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لمصر العروبة والشقيقة الكبرى منوها بقرب عقد اللجنة العراقية المصرية في بغداد على مستوى رئاسة الوزراء .
من جانبه تحدث مصطفى الفقي رئيس الصالون عن العراق وتاريخه وحضارته وان تراث الامة العربية والاسلامية يتمحور حول العراق فما من مفكر عربي او مسلم الا ومر بالعراق ونحن في مصر نثمن عاليا قيمة العراق في تاريخ الحضارة العربية والاسلامية وتاريخ المنطقة ككل، موضحا بان الثقافة هي اغلى سلعة يتفق عليها العرب ، واعرب عن سعادته بترشيح العراق للسفير قيس العزاوي بالجامعة العربية .
من جانبه قدم الدكتور انور مغيث المتحدث الرسمي للامسية محاضرة عن التنوع الثقافي وقال ان هذا الموضوع مثار بشكل كبير في الاعلام وهو في العادة ايجابي والتنوع الثقافي بديهي ولو نظرنا حولنا لوجدنا تنوعاً ثقافيا في الازياء والاطعمة وفي عادات الناس وتقاليدها لذلك فان التنوع الثقافي موجود في اي مجتمع ولكن لابد من اتفاقيات دولية لكون التنوع الثقافي اصبح مشكلة تستدعي وضع مجموعة من القواعد التي تساعد المجتمعات على ادارتها .
كما قدم الدكتور صلاح فضل محاضرة ثانية عن التنوع الثقافي تحدث فيها قائلا: اننا كلما التفتنا الى الماضي لابد ان يكون ذلك في سبيل هذا المستقبل الوطيد الذي ننشده للاجيال المقبلة والمستقبل ليس حلما وجوبيا وعندما نتحدث عنه ليست نبوءة نتوقعها لكنه هو الجنين الذي ينمو في داخلنا في قلب الحاضر الذي نعيش فيه ونحن نشهد تخلق هذا المستقبل في ما نفعله ونقترفه في مختلف مستوياتنا لان هذا المستقبل لايولد من ظهر الغيب وانما هو الجنين الذي تخلق في حياتنا فقط في هذا الوعي نستطيع ان نتمثل المستقبل بوصفه محصلة دقيقة لما نفعله اليوم، موضحا ان اقدارنا نحن من نصنع 50 % منها وتفرض علينا ظروف دولية وتاريخة واشياء كثيرة لكن امماً اخرى فرضت عليها هزائم فادحة ونتذكر فقط المانيا واليابان كمثال في القرن العشرين ونتذكر موقعها اليوم في خارطة العالم رغم الهزائم التي لحقت بها لكنهم صنعوا جزءاً كبيرا من
اقدارهم .
من جانبه قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصري الاسبق : إن التنوع الثقافي يختلف عن التعدد الثقافي: فالاول هو مصطلح مترجم قد نشأ واستخدم في مجال محدد ومن خلال اليونسكو وكان استغلال اليونسكو كانه رد على مايسمى بالمركزية الاوروبية وهي التي ترى انها مركز العالم وان العالم كله ينبغي ان يدور في فلكها ولكن اليونسكو وضعت مصطلح التنوع الثقافي اي ان هناك ثقافات متعددة وكلها لها احترامها وحضورها وحق الاختلاف مع بقية الثقافات وهو مضاد للهيمنة الاوروبية والامريكية اما التعددية هي تكون كيانات قد تكون محايدة او متعادية مثل ماحدث في لبنان فهو عبارة عن كيانات ليست على وئام او تفاهم ولايوجد تنوع فقد وصلت هذه الكيانات الى كل اشكال الضعف واصبحت هناك المأساة اللبنانية . وقال الكاتب احمد ديويدار رئيس المركز الاسلامي في نيويورك اننا نعيش في نيويورك وهي مدينة فيها مختلف الثقافات والتنوعات ولكن الكل يعيش بسلام لذلك ارى انه لو تفعل القانون وهو غير محترم في بلداننا ويستعصي تنفيذه الا على الضعيف وتحددت معالم للهوية الوطنية يحترمها الجميع .
وشهدت الامسية مداخلات عديدة ومنها للسفير المغربي بالقاهرة احمد التازي والدكتور رجائي فايد والقس بولا فؤاد والكاتب حارث العاني والفنانة حنان شوقي.