زيد الحلي
حالة النسيان التي شملت عشرات المبدعين، وأصبحت ظاهرة مؤسفة، لاسيما في الوسط الثقافي، وامتدت إلى بقية القطاعات، جعلتني استذكر حوارا جرى بيني وبين الفنان الكبير سامي عبد الحميد في العام 2012 ، في زيارة قام بها إلى مكتبي في صحيفة " المدى" حيث كنت أعمل ..
استوقفني قوله وهو يتحدث عن مشواره الفني، حيث ذكر أنه في العام 1962 اختير لتمثيل دور البطولة في أول عراقي ملوّن هو (نبوخذ نصر) وفي اليوم الأول للتصوير حضر مؤلف قصة الفيلم الشاعر خالد الشواف، وشاءت لحظات حضوره أن استمع إليه ، وهو يتحدث عن سيرة الملك الآشوري (نبوخذ نصر) باني الحدائق المعلقة ومواقفه وشجاعته ومواجهته للأعداء المحيطين به.. كان حديثه ساحرا، مفعما بالمعلومة التاريخية، جعلني لا انتبه لصياح مخرج الفيلم كامل العزاوي للبدء بالتصوير ..
ومع هذا الاستذكار، أقول إن لقاءاتي المبتسرة مع رائد الشعر المسرحي في العراق خالد الشواف؛ وقراءاتي لبعض مؤلفاته، واطلاعي على عطاءاته الإبداعية المتمثلة بديواني شعر "من لهيب الكفاح" 1958 ؛ و" حداء وغناء: 1963.
ومسرحيات شعريَّة هي " شمسو" و"الأسوار" و"الزيتونة" و"قرة العين" و"الروم" و" الصوت الجهير" وغيرها.
اسأل بأسى .. لماذا نغمض العيون؛ ونضع في أذاننا وقر، حين يغيب المبدع بسبب ظرف معين، او عند مغادرته الحياة؛ فكم مثل خالد الشواف في مسيرة العراق، كان النسيان او التناسي مصيرهم، عن قصد أو جهالة ؟