رسائل ملعب المدينة

الأولى 2024/09/17
...

 كتب: رئيس التحرير 


مباراة كرة القدم التي جرت أمس بين ناديي الشرطة العراقي والنصر السعودي في ملعب المدينة ببغداد، كشفتْ عن تغييرات كبيرة محمودة في التعاطي الرسمي والجماهيري مع أحداث بهذا المستوى، كما أوضحت للجميع قدرة العراق "لوجستياً" وأمنياً وشعبياً على الحضور في المواعيد الكبرى، وهذا الأمر قد لا يشكّل مفاجأةً لنا نحن العراقيين لكنه سيكون مدار حديث الإعلام العربيّ بالتأكيد تماماً كالحديث الذي أعقب تنظيم خليجي البصرة.

إقامة المباراة في العاصمة بغداد تصلح مناسبة لالتحاقها بالبصرة وكربلاء وأربيل، وهي المدن التي رُفع عنها حظر المباريات الدوليَّة سابقاً ما يضع على عاتق اتحاد الكرة مسؤوليَّة المطالبة برفع الحظر الرياضي عن الأرض العراقيَّة بأكملها.

الحضور الجماهيري المهيب أصبح علامة فارقة للمباريات التي تجري على أرضنا، والتشجيع النظيف الخالي من الشغب ومن الهتافات المسيئة كان الملمح الأبرز لمباراة أمس مع أنها كانت مسبوقة بهاجس الخوف من انفلات عاطفة وحماس بعض الجماهير التي لم تعتدْ مباريات كبيرة كهذه، إلا أنَّ الجمهور العراقي أثبت مرةً أخرى أنه أهلٌ لأنْ يرى أنديته تلعب في مدنه.

نقطة إيجابيَّة سُجِّلت لاتحاد الكرة بنجاحه في إدارة المباراة، لكنَّ النقاط المضيئة حقاً كانتْ للجهد الأمنيّ الذي يعود له الفضل الأكبر في إنجاح حدث الأمس.

قد يقال إنها مجرَّد مباراة كرة قدم انتهت بالتعادل، لكنَّ آثار هذه المباراة إعلامياً ونجاح تنظيمها ورؤية العالم لبغداد وهي تحتضن الأشقاء، علامات على عافية العراق وقدرته على الحضور بعد غياب طال أمده.