كتب: رئيس التحرير
لنْ تتوقف الجرائم الصهيونيَّة عند حدّ. فهذا الكيان ثكنة عسكريَّة أبديَّة وآلة دائمة للقتل تعضّدها عقيدة منحرفة وشعور بالعظمة والتفوّق. وإذا كانتْ وحشيته تتستّر في ما مضى بمساحيق التحضّر والديمقراطيَّة فإنَّ الأحداث منذ طوفان الأقصى أزالتْ هذه المساحيق لتظهر حقيقة الصهيونيَّة سافرةً وتتضح أهدافها إباداتٍ جماعيَّة واستئصال شعوب وسط رضا الأقوياء وعجز المعترضين.
العالم كلّه أصبح يعرف أنَّ هذا الكيان ساعٍ إلى تحكيم القوة العسكريَّة في علاقاته مع الدول المحيطة به، وأنه في طريقه للقضاء على "القضيَّة الفلسطينيَّة" بالقضاء على الفلسطينيين أنفسهم، وأنه لنْ يتوانى عن استخدام كلِّ أسباب الدمار مهما كانتْ مغرقة في وحشيتها ولا أخلاقيتها. وكلما ظهرت بوادر للتهدئة ولاح أمل بالوصول إلى حلّ قام بتأزيم الأمور وصولاً إلى هدفه المتمثل بحرب تحرق المنطقة وربما العالم بأجمعه.
وأمس ارتكب الكيان الإجراميّ جريمة تضاف إلى سجلّه الأسود، بشنِّ هجوم سيبرانيّ استطاع من خلاله تفجير أجهزة اتصالات لاسلكيَّة يستخدمها مواطنون لبنانيون، ما أسفر عن استشهاد تسعة أشخاص بينهم أطفال وإصابة 2750 شخصاً "حتى ساعة كتابة هذا العمود" وعدد الشهداء والمصابين يتزايد بحسب بيانات لبنانيَّة رسميَّة.
لا ينتظر أحد من هذا الكيان مراعاة أخلاقيات الصراع وتجنّب استهداف المدنيين لأنّه قام منذ تأسيسه على قتل الأبرياء العزّل وسلب أراضيهم وممتلكاتهم، ولأنَّ الشهور الأخيرة شهدتْ بلوغ الجنون الصهيوني ذروته بعون من مهادنة المجتمع الدوليّ والشلل التامّ الذي أصاب ضمير العالم أمام هذا الجنون المسلّح بأحدث تكنولوجيا الفتك.